«قسد» تُصعّد استفزازاتها: رسائل تخويف إلى دمشق
وبعيداً عن رواية «الذاتية» لِما حدث، فإن «قسد» تتعمّد التصعيد ضدّ الحكومة السورية منذ لقاء وزيرَي خارجيتَي سوريا وتركيا في موسكو، قبل أكثر من شهر، متّهمةً الجانبَين بالاتفاق على محاربة قوّاتها. كما أبدى العديد من مسؤولي «الذاتية» انزعاجهم من عدم تجاوب الحكومة السورية مع مبادرتهم للحلّ السياسي، على رغم محاولاتهم العديدة فتح قنوات حوار جديدة مع دمشق، وإقناع الأخيرة باعتماد تلك المبادرة كمنطلق للحوار. ولذا، فُسِّر تحرّك «قسد» الأخير ضدّ الجيش السوري على أنه رسالة بامتلاكها أوراقاً عسكرية، تَقدر من خلالها على إزعاج دمشق ميدانياً في الشرق، في حال وجود أيّ نوايا فعلية للتعاون مع أنقرة ضدّ قوّاتها في عموم مناطق سيطرتها في الشمال والشرق. كذلك، تريد «قسد» التأكيد أنها قادرة على التضييق على الجيش السوري في الحسكة والقامشلي، وعلى امتداد الشريط الحدودي من المالكية في ريف الحسكة، مروراً بريف الرقة ومنبج وعين العرب في ريف حلب، ومنع حركته في هذه المناطق، ومحاصرة جنوده في أيّ وقت، متجاهلةً الحقيقة القائلة إن وجوده في هذه المناطق منَع الأتراك من التوغّل إليها، وأجبرهم على وقف التمدّد في عملية «نبع السلام» في عام 2019.
وفي السياق، تصف مصادر ميدانية حكومية، في تصريحات إلى «الأخبار»، تحرّكات «قسد» الأخيرة بأنها «غير منطقية ومكشوفة»، مشيرةً إلى أن «الجيش السوري هو المعنيّ الأول والوحيد بوحدة وسلامة الأراضي السورية، وإنهاء وجود أيّ قوات أجنبية غير شرعية على أراضي البلاد»، مضيفةً إن «الموقف الرسمي واضح في مسألة التطبيع مع الأتراك، على أساس رئيس هو الانسحاب الكامل من الأراضي التي يحتلّونها في عموم الشمال السوري». وترى المصادر أن «مَن يحرص على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وضمان إنهاء الاحتلال التركي، عليه أن يفكّ ارتباطه بالأميركيين، وينهي ذرائع وجودهم، وعلى رأسها محاربة تنظيم داعش الإرهابي»، متابعةً أن «وجود الجيش السوري على الحدود هو الضمانة الوحيدة للجميع، لإعادة الأمن والاستقرار وإنهاء الاحتلالات كافةً على الأراضي السورية».