رفضٌ روسي لتحذير ترامب: الجيش يدخل حدود محافظة إدلب الجنوبية
وإلى جانب المكسب المباشر للجيش، جاء التحرك أمس ليؤكد أن مسار العمل العسكري مرتبط بما تمليه الضرورة الميدانية، لا بالأجواء الدولية المندّدة به والساعية إلى تحجيمه. فهو انطلق، بعد ساعات فقط على تغريدة جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، يستهجن فيها «القصف الجهنمي» من «روسيا وسوريا، وبدرجة أقلّ إيران» على إدلب، مضيفاً القول: «العالم يراقب هذه المذبحة. ما هو الهدف منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا!». وأتت تغريدة ترامب بعد تنديد جملة من المنظّمات غير الحكومية، نهاية الأسبوع الماضي، بما قالت إنه صمت دولي إزاء التصعيد العسكري الحاصل في محافظة إدلب. ولم يغب الرد الروسي طويلاً على «طلب» ترامب المقتضب، إذ خرج المتحدث باسم «الكرملين»، ديميتري بيسكوف، ليؤكد أن الغارات الجوية «تستهدف الإرهابيين»، وأن «القصف الذي يقوم به هؤلاء من إدلب غير مقبول، ويجري اتخاذ إجراءات لتحييد مواقع إطلاق الصواريخ الخاصة بهم». وأضاف بيسكوف أنه «في إدلب، لا يزال هناك حشد كبير لإرهابيين ومقاتلين يستخدمون هذا الوجود لاستهداف مدنيين أو القيام بأعمال عدائية ضد منشآت عسكرية روسية». كذلك، شدّد على أن «روسيا مستمرة في التعاون والتنسيق مع تركيا، المسؤولة عن منع هذه الهجمات انطلاقاً من إدلب»، وملتزمة تنفيذ «اتفاق سوتشي» في هذا الشأن.
وفي موازاة تطورات إدلب، بدا لافتاً تعليق «الكرملين» على ما تم تناقله عن احتمال بحث «مقترح» يتضمّن «رفع العقوبات» عن دمشق مقابل «احتواء النفوذ الإيراني»، في الاجتماع الأمني الروسي ــ الأميركي ــ الإسرائيلي المرتقب في حزيران / يونيو الحالي، إذ دعا بيسكوف إلى «توخي الحذر الشديد في عملية التدقيق بالأخبار المزيفة، والتي ستكون كثيرة في هذا الشأن»، رافضاً الدخول في تفاصيل الاجتماع المرتقب بالقول: «لن أضع العربة أمام الحصان». وبالتوازي، لم يستبعد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، احتمال طرح الجانب الأميركي مثل هذه «الصفقة»، غير أنه شكّك في أن يدخل ملف «النفوذ الإيراني» ضمن أي اتفاقات محتملة بين الجانبين الروسي والأميركي، على حد ما نقلت عنه وكالة «تاس» الروسية. وقال كوساتشوف إنه «لا تأكيد رسمياً لهذه الفكرة. لكن من الممكن أن يتم طرح مثل هذا السيناريو من قبل واشنطن، والغرض الحالي من الحديث عنه في الإعلام هو محاولة استقراء رد الفعل الممكن من روسيا لتحليله».
موسكو: لتعاون مع الغرب شرط التوافق على سيادة سوريا
أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن بلاده لا تعترض على «تضافر جهود» منصتي «أستانا» و«المجموعة المصغّرة» في الشأن السوري، مضيفاً أن «الأمر الوحيد الواجب مراعاته من خلال التصرفات والتصريحات، هو التأكيد على التمسك بسيادة سوريا واستقلالها وسلامتها». ولفت فيرشينين إلى ضرورة تعزيز جهود إعادة الإعمار بعد الحرب في سوريا، مضيفاً أنه «قبل كل شيء، يتعلق الأمر بالجوانب الإنسانية، إذ يحتاج الأشخاص الذين عانوا خلال السنوات الأخيرة إلى توفير ظروف أولية للمعيشة». وأضاف أنه «لا شكّ في أن السوريين لديهم القدرة على القيام بذلك (إعادة الإعمار)، لكنهم يحتاجون أيضاً إلى المساعدة... التي يجب أن تكون من دون تسييس ومن دون وضع شروط من جانب أوروبا والولايات المتحدة الأميركية».
(الأخبار، تاس)