سوريا | حقبة ميدانيّة جديدة: رمضان «بلا نار»؟
وكانت وزارة الخارجيّة الكازاخيّة قد أعلنت قبل يومين أن الدعوة وُجّهت إلى واشنطن وعمّان للمشاركة في جولة المحادثات الوشيكة بصفة «مراقب». وفي الأثناء، يواصل الجيش السوري عمليّاته ضد «داعش» في إطار حرب الشوارع التي يخوضها على محاور مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود جنوبيّ دمشق. ودخلت أمس وحدات من قوى الأمن الداخلي بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا جنوب دمشق، استكمالاً للتسويات المُبرمة فيها، فيما تواصلت إجراءات «الإجلاء» من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي انطلاقاً من جسر الرستن نحو الشمال السوري. وباستثناء «مناوشات» محدودة تشهدها خطوط التماس بين الجيش السوري والمجموعات المسلّحة في ريف حماة الجنوبي، وبعض «المناوشات الداخليّة» في صفوف المجموعات المسلّحة في إدلب، فإنّ جبهات الحرب ضدّ «داعش» تنفرد بكونها نشطةً بشكل فعلي. وعلاوة على نجاح الجيش في تضييق رقعة سيطرة التنظيم المتطرف جنوبيّ العاصمة، تدور معارك عنيفة بين الطرفين في مناطق سيطرة «داعش» في بادية دير الزور. وشنّ التنظيم أمس هجماتٍ مضادّة في محيط مدينة الميادين (ريف دير الزور الشرقي)، في سعيٍ منه لإيقاف عمليّات الجيش المستمرّة، الأمر الذي أفلحت العاصفة الترابيّة التي ضربت المنطقة أمس في تحقيقه (مؤقّتاً). وأكدت مصادر ميدانيّة لـ«الأخبار» أنّ «الجيش سيواصل عمليّاته في دير الزور، لإنهاء وجود إرهابيي داعش ومنع الأميركيين من استخدام هذه الورقة من جديد، سواء عبر دعم الإرهابيين أو عبر دفعهم إلى الانسحاب وتسليم مناطقهم للاحتلال الأميركي وأدواته». وكانت «قوات سوريا الديمقراطيّة» قد شنّت قبل أيام هجمات ضد «داعش» في ريف دير الزور الشرقي، أسفرت عن سيطرتها على مدينة هجين. وأكدت مصادر ميدانيّة من «مجلس دير الزور العسكري» أمس لـ«الأخبار» أنّ مقاتلي «المجلس» (جزء من «قسد») قد تمكنوا أمس من «إطباق الحصار على بلدة الباغوز بعد أن تقدموا بمحاذاة الحدود السورية العراقيّة انطلاقاً من جبل الباغوز، ووصلوا إلى ضفة الفرات»، ولم تتثبّت «الأخبار» بعد من دقّة تلك المعلومات من مصادر أخرى. ويشهد ريف دير الزور الجنوبي الشرقي سباقاً غير معلن بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، و«قسد» من جهة أخرى للسيطرة على مزيد من النقاط فيه. ويحتفظ تنظيم «داعش» بالسيطرة على شريط ممتد من مدينة هجين إلى محاذاة معبر القائم الحدودي. وأعلن «التحالف الدولي» أمس أن قوّات «قسد» قد تعرّضت أمس «لهجوم مدفعيّ من عناصر مجهولة شرق دير الزور». وأوضح أنّ قوات «قسد» قد ردّت على مصدر القذائف ودمّرت قطعاً مدفعيّة، وأنّ «مسؤولي التحالف ناقشوا الواقعة مع موسكو عبر قنوات خفض التوتر».