«مخطط» لـ «تجميع» النازحين السوريين في عكار؟

مع وصول عدد النازحين من المناطق التي استهدفها العدوان الاسرائيلي إلى محافظة عكّار إلى 60 ألفاً، وفق إحصاءات لجنة إدارة الكوارث، برزت الى الواجهة أزمة النازحين السوريين الذين بدأوا بالتوافد «خلسة» الى المحافظة. فمنذ نحو 10 أيام، يُرصد وصول حافلات إلى المحافظة تقلّ نازحين سوريين إلى عدد من المخيمات السورية، من دون إبلاغ أي من المعنيين في المحافظة أو التنسيق معهم.
وعلمت «الأخبار» من مصادر متابعة أن البداية كانت بتوجيه قيادة الدرك في الشمال لإرسال 120 نازحاً سورياً وصلوا الى عكار ليلاً قبل أيام، لتكرّ بعدها السبحة مع وصول مزيد من النازحين بأعداد كبيرة توزّعوا على مخيمات الشيخ عياش وتلبيرة وتلحياة والبيرة. واللافت أن هؤلاء يصلون بشكل عشوائي ومن دون معرفة أي «داتا» عنهم، سواء حول الأماكن التي نزحوا منها، أو ما إذا كانوا يحملون أوراقاً ثبوتية. كذلك أثيرت تساؤلات حول سبب توجيه النازحين إلى مخيمات عكار المتخمة أصلاً، واستثناء مخيمات المنية وبحنين رغم قدرتها على استيعاب مزيد من النازحين، وما صحة ما جرى تداوله من معلومات حول سعي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الى استئجار أرض لتشييد مخيم للنازحين السوريين وجمعهم في محافظة عكار، ومن هي الأجهزة الأمنية التي تدير هذا الملف، خصوصا أنه يتم إعطاء النازحين خارطة طريق مع أسماء المخيمات التي يجب التوجه اليها؟
رئيس بلدية تلبيرة عبد الحميد صقر قال لـ «الأخبار» إن «ما يجري مقلق للغاية، فمن دون علمنا، وصل أول من أمس نحو 500 نازح سوري للالتحاق بمخيم الجوهر الذي يضم منذ سنوات مزارعين سوريين، استضافوا بدورهم أقارب لهم منذ بداية الحرب ما رفع عدد المقيمين فيه الى 1000 سوري. فوجئنا بإرسال النازحين الجدد ليلاً، ولدى محاولتنا إرسالهم الى الحدود رفضوا بحجة أنهم مطلوبون»، مؤكدا «أننا لا نقبل بوضعنا أمام الأمر الواقع، وما يجري خطير للغاية، وهو بمثابة قنبلة موقوتة، ولن أستقبلهم أياً تكن الجهة التي ترسلهم».


محافظ عكار عماد لبكي قال «إننا نقوم بتسيير الأمور وفقاً لطلب القوى الأمنية ووزير الداخلية بسام مولوي، لكن لا جواب واضحاً لغاية اليوم حول ما يجري، وما هي الخطة للتعامل مع النازحين السوريين». وأوضح لـ»الأخبار»: «تواصلت مع مفوضية اللاجئين وطلبت منهم تزويدي بداتا للنازحين، وبالأعداد المنوي إرسالها الى عكار، وسألت ما إذا كانت هناك خطة في هذا الاطار، الا أنني لم أحصل بعد على أي جواب واضح»، مؤكداً أن ملف النازحين السوريين «يزيد من الأعباء الملقاة على عاتقنا وعلى المجتمع المحلي المضيف، خصوصاً أن عكار تستقبل العدد الأكبر منهم لغاية الآن».
من جهتها تؤكد «دائرة الأوقاف الاسلامية» أن وفدا من مفوضية الأمم المتحدة التقى مفتي عكار زيد بكار زكريا قبل اندلاع الحرب بأيام لاستيضاح إمكانية تقديم الأوقاف أرضاً تابعة لها لتشييد مخيم لايواء النازحين السوريين في حال إندلاع الحرب، فضلا عن إمكانية استقبالهم في المساجد، فكان جواب المفتي زكريا أن لا مشكلة بتقديم قطعة أرض أما استقبالهم في المساجد فغير ممكن كون غالبية المساجد لا تتضمن قاعات.



ثمانية مخيمات في عكار

تضم محافظة عكار ثمانية مخيمات كبيرة للنازحين السوريين، أكبرها مخيم الريحانية ويضم حوالي 200 خيمة بإشراف «اتحاد الجمعيات الإغاثية التابعة للجماعة الإسلامية»، ومخيم خربة داوود الذي أقامته «هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية» وتشرف عليه «جمعية البر والتنمية»، ومخيم في بلدة تل عباس أقامته جمعية «التنمية الخيرية الاجتماعية»، ومخيم كبير في بلدة الشيخ عياش، وآخر في مشتل الزراعة ــ العبدة، ومخيم تلبيرة، إضافة إلى مخيمات العمال في قبة بشمرا، وهي مخيمات قديمة تعود للعمال الموسميين في الأراضي الزراعية في سهل عكار منذ ما قبل الأزمة.


الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي