بغداد | كشفت مصادر في «المقاومة الإسلامية في العراق» عن تدريب مئات المقاتلين الذين ينتمون إلى مختلف الفصائل المسلحة، ولا سيما حركة «كتائب حزب الله»، في معسكرات داخل البلاد وخارجها، بإشراف خبراء إيرانيين، مؤكدة، لـ«الأخبار»، أنّ التدريبات تأتي تحسباً لسيناريو الحرب الشاملة في المنطقة، ولا سيما بعد التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن «تدريب مقاتلي الفصائل العراقية ليس جديداً، لكن بدأ التركيز عليه بعد عملية الطوفان الأقصى، خاصة أنّ هناك أسلحة جديدة متطوّرة وصواريخ وطائرات مُسيّرة بتقنية عالية، وصلت إلى العراق من إيران وروسيا، ويحتاج تشغيلها إلى تدريبات». وبيّنت أنّ «هناك أكثر من عشرة معسكرات تدريب في مختلف مدن البلاد، تعمل على مهمتين: الأولى هي تدريب مقاتلين عاديين، والثانية تدريب أشخاص تحت إشراف خبراء عسكريين إيرانيين، لغرض إعدادهم بشكل كامل وعلى مستوى كوادر الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله». وأضافت أنّ «هناك دفعات تتلقّى تدريبات حالياً في إيران، وهي على وشك التخرّج والعودة إلى العراق، بمن فيها عناصر من الحشد الشعبي وكتائب حزب الله وحركة النجباء»، لافتة إلى أن «التدريب ليس فقط عسكرياً وإنما أيضاً لتجهيز شخصيات قادرة على التعبئة العقائدية والجهادية».
ثمة دفعات تتلقّى تدريبات حالياً في إيران باتت على وشك التخرّج والعودة إلى العراق


وتأكيداً لحديث المصادر، يقول عضو المكتب السياسي لحركة «النجباء»، فراس الياسر، إن «المقاومة مستمرة في التجهيز، لأن هناك حسابات بأن الحرب ربما تتوسّع. ولهذا فإن الاستعدادات عالية جداً، وهناك تدريب للقوات القتالية في مراكز عسكرية مخصّصة». ويشير، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «الفصائل لديها حساباتها، في ما يخصّ التدريب والتجهيز، وأعتقد أن من ضمن السيناريوهات المتوقّعة أن نحتاج إلى أعداد ميدانية. وهذا ما تعمل عليه فصائل المقاومة حالياً». ويؤكد أن «هناك خططاً تعمل عليها المقاومة حالياً لتنفيذها مستقبلاً، وهي خارجة عن كل التوقّعات في ما يخص المصالح الأميركية والمواقع التي يمكن استهدافها، وأيضاً طريقة هذا الاستهداف». ويوضح أن «هناك خطوطاً تعمل عليها المقاومة، بغضّ النظر عن التصريحات الإعلامية، حول كيف تكون عملية الإسناد في القتال الميداني، وليس صعباً عليها نقل مقاتليها إلى لبنان»، لافتاً إلى أنه «يوجد تعاون في الوقت الراهن». ويتابع أن «هناك قواعد أميركية منتشرة في المنطقة، وفي حال بدء العدوان الفعلي على لبنان، أتوقع أنه ستكون ثمة ضربات استراتيجية ضدها».
من جانبه، يعتقد المتحدّث باسم حركة «حقوق» التابعة لـ«كتائب حزب الله»، علي فضل الله، أنه «إذا ما تمدّدت الحرب لتشمل الأرض اللبنانية تحديداً، فسنشهد مشاركة واسعة من كل جبهات محور المقاومة، وخصوصاً فصائل المقاومة الإسلامية في العراق».
ويؤكد، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «المقاومة العراقية الآن على أتمّ الجاهزية، وهي تدرك جيداً أن هنالك مسؤولية أخلاقية وعقائدية تحتّم على الفصائل أن تكون قريبة وناصرة وداعمة لحزب الله إذا فكّر الكيان الصهيوني والقوة المتحالفة معه بشن هجوم على لبنان». ويبيّن أن «هناك استعداداً كبيراً جداً على مستوى تطوير الموارد البشرية وتهيئة الجنود من جهة، ومن جهة أخرى تهيئة الجانب التقني والتكنولوجي وكتائب الجهات المختصة بتسيير الطائرات المُسيّرة، لكي تكون على أتمّ الجاهزية إذا كان يفكر العدو بمهاجمة حزب الله أو الجانب اللبناني». ويضيف أن «التدريبات مستمرة للمجاهدين في المقاومة الإسلامية العراقية، فضلاً عن وجود معسكرات متكاملة تعمل على إعداد مقاتلين أشداء لديهم خبرة في خوض أي حرب، مهما كانت إمكانات العدو، وهذا ما تعمل عليه الفصائل منذ ما قبل وأثناء الحرب على غزة».