«الوسطاء» يهملون المقترح الإسرائيلي | المقاومة تحسم أمرها: لا مفاوضات تحت العدوان
وإذ يبدو أن الوسطاء لا يأخذون الطرح الإسرائيلي الأخير على محمل الجدّ، فقد تسلّل الشعور بالتلاعب أيضاً إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، والتي واصلت تحركاتها في الشارع، فيما غادرت اجتماعاً مع رئيس «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أمس، معلنةً أن الأخير «وبّخهم وأهانهم، بل واعترف لهم بأنه إذا لم يعد المختطفون في غضون بضعة أسابيع أو بضعة أشهر، فليست لدينا خطة طوارئ»، وأن «هذه الحكومة لن تتمكّن من استكمال إعادتهم جميعاً، ولذلك ستُواصل الحرب». كما نقلت «القناة 12» العبرية عن هنغبي، قوله إن «الحكومة الحالية لن تأخذ قراراً بوقف الحرب مقابل استعادة كلّ الأسرى». وأتى هذا في وقت نشرت فيه «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، صوراً للأسير الإسرائيلي لديها، ألكسندر توربانوف، وهو يطالب المتظاهرين بالاستمرار في الضغط على الحكومة الإسرائيلية لاستعادتهم بسلام، قائلاً إن «الطريق الوحيد لاستعادتنا أحياء هو الموافقة على صفقة تبادل ووقف إطلاق النار».
وعلى خط موازٍ، تستمرّ الاتصالات الأميركية بكلّ من تل أبيب والقاهرة، للوصول إلى صيغة توافقية بين الطرفين، لإعادة تشغيل معبر رفح عند الحدود مع مصر، جنوبي قطاع غزة. ويبدو أن هذه الاتصالات نجحت، مبدئياً، في تحقيق توافق على قاعدة وجوب «تعاون» مصر وإسرائيل في هذا الملف، فيما يجري التنسيق، برعاية الأميركيين، لعقد اجتماع ثلاثي في القاهرة، الأسبوع المقبل، يضمّ مسؤولين أميركيين ومصريين وإسرائيليين، لبحث استئناف العمل في المعبر. وكان قد ناقش، وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، ووزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، مسألة تشغيل «رفح» كـ«معبر للمساعدات الإنسانية». وبحسب إعلام العدو، فقد أكّد غالانت للوزير الأميركي أن «إسرائيل لا تعارض فتح المعبر، لكنها لن توافق على نقل المسؤولية إلى أعضاء حماس، أو العناصر المرتبطين بها». وبدلاً من ذلك، تطرح تل أبيب خطّة لتولّي «الأمم المتحدة»، وما تسمّيها «جهات فلسطينية محلية، ليست من حماس»، السيطرة على المعبر وتشغيله من الجهة الفلسطينية، بينما تفضّل القاهرة فكرة عودة بعثة «الاتحاد الأوروبي»، لتعمل كمراقب على المعبر. وفي سبيل ذلك، تجري القاهرة اتصالات بالدول الأوروبية لإقناعها بضرورة التعاون، فيما تعتزم تنظيم جولة لسفراء أوروبيين ودبلوماسيين غربيين إلى رفح، للوقوف على الصعوبات التي تكتنف إدخال المساعدات عبر المسار الجديد المؤقّت، من خلال معبر كرم أبو سالم في الأراضي المحتلة.