تناوب المسؤولون الأتراك على التنديد بـ«الصفقة»
مع إعلان «صفقة القرن» مساء الثلاثاء الماضي، تناوب المسؤولون الأتراك على التنديد بها. الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أعلن أنه تحدث مع الرئيس الأميركي طالباً نصّ الخطة، ومن بعدها «نعلن الموقف». لكن على ضوء ما ورد في التصريحات المعلنة لترامب ونتنياهو، رأى إردوغان أن «الخطة تشريع للاحتلال»، قائلاً إنه «لو تخلّى كلّ العرب عن فلسطين فهو لن يتخلّى عنها وسيحمي القدس». كذلك، عقد البرلمان التركي جلسة أصدر بعدها بياناً وقّعت عليه الأحزاب الخمسة الرئيسة، عرض فيه للقضية الفلسطينية، وختم بالقول: «إننا نعتبر أن ما يسمى خطة السلام التي نشرتها الولايات المتحدة يفاقم عدم الاستقرار والصدامات، وكأنها غير موجودة، وندينها بكل أسف». وإذ شددت وزارة الخارجية على أن القدس «خطّ أحمر»، رفض إبراهيم قالين، الناطق باسم الرئاسة التركية، الخطة لأنها من طرف واحد ولا تحترم القوانين الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني. وأصدر حزب «الشعوب الديموقراطي» (الكردي)، بدوره، بياناً دان فيه الصفقة، واصفاً إياها بأنها «صفعة لفلسطين وتحمل معنى احتلالها من جديد»، معتبراً أنها «بعيدة من أن تحمل حلّاً ديموقراطياً وعادلاً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي». وأنهى بيانه بالتأكيد «أننا إلى جانب النضال المشروع والمحق للشعب الفلسطيني المظلوم».
ووصف الكاتب مصطفى قره علي أوغلو، في صحيفة «قرار»، الخطة بأنها «إهانة وقلة احترام»، ليس فقط للشعب الفلسطيني بل لكلّ الشعوب المسلمة. وانتقد مواقف الدول المسلمة، قائلاً إنه «إذا كان يعني لأميركا وإسرائيل مساندة دول صغيرة مثل قطر والبحرين وعمان للخطة، فإن صمت الدول المسلمة الكبيرة له معنى أيضاً. ولم تجد أيّ دولة حتى الآن حاجة لتأليف مجموعة عمل من 3-5 دول لمواجهة المخططات الإسرائيلية». من جهته، كتب حاقان باش، في صحيفة «قرار»، أن قضية فلسطين تحوّلت إلى «مادة للمتاجرة» داخل كلّ دولة مسلمة، ما يعكس بؤس القيادات المسلمة تجاه ما يسمونه «قضية الأمة». أما إبراهيم قره غول، رئيس تحرير صحيفة «يني شفق» الأكثر قرباً لإردوغان، فعكس مناخاً شديد العداء لـ«المحمّدين»: ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. ورأى قره غول أن الخطة هي «نتاج لخيانة بعض الزعماء العرب»، وفي مقدمهم الأميران المذكوران. وعاد بالذاكرة إلى الحرب العالمية الأولى، معتبراً أن الذين خانوا فلسطين والقدس قبل مئة عام وطعنوا، بالتعاون مع إنكلترا، الدولة العثمانية من الظهر، هم أنفسهم الذين يبيعونها اليوم. وأضاف: «لقد ضربوا العثماني قبل مئة عام، وها هم أنفسهم بعد مئة عام يقومون مع الولايات المتحدة وإسرائيل بضرب تركيا في كلّ زاوية من هذه الجغرافيا».