منذ ربع قرن، رحل عاصي الرحباني. من الطفولة إلى المحاولات الفنية الأولى، ومن «الأخوين رحباني» مع شقيقه منصور، إلى اللقاء مع فيروز الفنانة، والمرأة، ثمّ «الانفجار الكبير» الذي أحدثته أعماله في فضاء الفن اللبناني والعربي... يصعب اختصار سيرة عاصي. ولد عاصي حنا الرحباني عام 1923. أحَبّ الشعر والموسيقى منذ صغره، وعشق الألوان الفولكلورية اللبنانية. أصدر عام 1937 مجلةً سمّاها «الحرشاية»، وكان يكتب كلّ موادها بخط يده، ويوقّعها بأسماء مستعارة. عام 1938، حقّق حلمه بشراء آلة كمان، وبدأ يتعلم العزف عليها. في تلك الفترة، جاء الأب بولس الأشقر إلى أنطلياس، وتولى تلقين عاصي ومنصور دروسهما الموسيقية الأولى، قبل أن يتابعا مع أستاذهما الفرنسي برتران روبيّار.في عام 1942، توظّف عاصي كبوليس في بلدية أنطلياس. ثم بدأ نشاطه الموسيقي والمسرحي مع منصور من بلدتهما. عام 1947دخل عاصي الإذاعة اللبنانية وتبعه منصور. هناك التقيا فيروز، وبدأ التعاون الفنيّ. ثمّ تزوّج عاصي وفيروز عام 1954، وأنجبا زياد وهلي وليال وريما. عام 1957 بدأ مشوار الأخوين رحباني وفيروز في «مهرجانات بعلبك»، وقدّموا فيها، وفي مهرجانات محلية وعربية، عشرات الأعمال المسرحية الغنائية والحفلات. عام 1972 أصيب عاصي بجلطة دماغية حادّة، لازمته عوارض «الحادثة» حتى رحيله في مثل هذا اليوم من عام 1986.