عند السماع بوثائقي عن جورج إبراهيم عبدالله (1951) سيخطر، تلقائياً، في البال أن المَشاهد التي ستُبث، ستُزعج بعضهم وستفرح كثيرين. سنبني التصوّرات عنه في الرأس بسرعة بناءً على القليل الذي نعرفه: مغامرات في زمن الحرب، البطولات تحت القصف، مجموعة شباب يدعون «الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية» (تأسست عام 1979) وصوت رصاصتهم الصاخب التي وصل صداها إلى الغرب. سنتعامل مع الوثائقي كأننا على موعد مع فيلم مشوّق، دراميُّ في الوقت عينه، وستعمل الذاكرة شغلها بإحالتنا إلى مزاج «التحدّي الصعب في الزمن الصعب» في ربط الفيلم الموعود مع مقتطفات مصوّرة سبق أن شاهدناها لأفلام غاصت في عوالم مجموعات ثورية كفيلم «بادر ماينهوف كومبليكس» مثلاً. سنتنفس الصعداء، لأننا وأخيراً، سنجد فيه حلاً للغز لطالما شغلنا، نهاية لحيرة مؤسفة لسؤال، تراجيدي بطبعِه، راودنا طويلاً: ماذا كان يفعل رجلٌ شجاع ووسيم قبل لحظات من تكبيله بتهمة حيازة جواز سفر فرنسي مزوّر؟ كيف فضح أمره؟ ماذا كان يخطط في المستقبل؟ لماذا بقي في المكان نفسه؟