الجامعة اللبنانية تكرّم ميشال كورناتون

  • 0
  • ض
  • ض
الجامعة اللبنانية تكرّم ميشال كورناتون
أضاء المؤتمر على الدور الذي قام به كورناتون من خلال مشاركته في العديد من الأنشطة الأكاديمية في المعهد .

كرّم «مختبر علم النفس الاجتماعي» برئاسة منسقته الأكاديمية رجاء مكّي المفكّر الفرنسي ميشال كورناتون ضمن فعاليات مؤتمر «في استذكار ميشال كورناتون: حياة وعمل» والذي نظّم عبر منصّة Zoom، بمشاركة نخبة من الباحثين من فرنسا ولبنان، وبحضور عميدة معهد «العلوم الاجتماعية» في «الجامعة اللبنانية» مارلين حيدر، ورئيس «مركز الأبحاث» في المعهد حسين أبو رضا وحشد من أساتذة وباحثين وطلاّب من مختلف الاختصاصات الأكاديمية والبحثية. المؤتمر الذي أدارته عضوة مختبر علم النفس الاجتماعي آنّا أبي كرم عازار،استهل بعرض فيلم تعريفي عن كورناتون، وبمداخلة لعميدة «معهد العلوم الإجتماعية»، مارلين حيدر، اعتبرت فيها أن تكريم صديق للمعهد، يشكل «علامة امتنان». وأشارت العميدة الى الدور الكبير الذي قام به كورناتون من خلال مشاركته في العديد من الأنشطة الأكاديمية التي نظّمها «معهد العلوم الاجتماعية». وأكدت على أهمية التبادل الأكاديمي بين المؤسسات، بخاصة هذا التبادل الذي أسهم فيه «زملاؤنا الفرنسيون» من خلال شراكات مع الجامعات الفرنسية. أمر كان له الدور البارز في تطوّر المعهد منذ نشأته عام 1959. ولفتت حيدر الى علاقة كورناتون بالجزائر، وانحيازه لإستقلالها، وتخصيصه أطروحةً بحثية عنها، ولأكثر من ثلث عمله العلمي عنها. بدوره، لفت رئيس «مركز الأبحاث»، حسين أبو رضا، الى أنّه من أهداف المركز أيضاً، تكريم العلماء والمفكرين الذين أعطوا للجامعة اللبنانية ولمعهد العلوم الاجتماعية الكثير من خبراتهم وأوقاتهم، لأنهم «يؤمنون بأهمية الإنسان»، وكذلك بالمعرفة الشاملة التي تدور حول الإنسان والمجتمعات كافة، ويهتمّون بالعلوم الاجتماعية المتعدّدة القادرة على دراسة الظواهر المتنوّعة والمعقّدة. وأشار رئيس مركز الأبحاث الى أنّ تكريم عالم النفس الاجتماعي والمفكّر ميشال كورناتون، جاء بوصفه قامة علمية بذاتها، وحالة إنسانية فريدة. فهو «المتميّز بصفاته الإنسانية الاستثنائية، والمتميّز بإحساسه بالتعاطف خصوصاً مع المجتمعات النامية». وختم أبو رضا كلمته بوصف كورناتون كشخصية فضّلت «الفهم بدلاً من الحكم، والحوار بدلاً من التصلّب، والانفتاح بدلاً من الانغلاق». من جهتها، تحدثت آنيك أويل، الأستاذة الفخرية في علم النفس الإجتماعي، في جامعة «ليون 2»، عن مسار كورناتون العلمي منذ دراسته علم الاجتماع وعلم النفس في «ليون» حيث حصل على الدكتوراه في علم الاجتماع، الى حين استلامه مسؤولية العلاقات الدولية في قسم علم النفس الاجتماعي. ولفتت الى أنه لم يكتف بممارسة علم النفس الاجتماعي، بل كان مفكراً وفي الوقت ذاته مغرماً بالتحليل النفسي. أستاذ علم الإقتصاد في «معهد العلوم الاجتماعية»، ابراهيم مارون، اعتبر أنّ كورناتون، كان «فاضحاً للأيقونات» بمعنى أنه لم يتردد يوماً في مهاجمة العظماء حين يخطئون، وأعطى مثالاً على مواجهته فرنسوا ميتران، حين كان وزيراً للعدل، ولبيار بورديو وللأخوين أوغست ولويس لوميير. وأشار إلى دور كورناتون في زرع معالم مهمّة ومحوريّة طالت تخصّصين جديدين هما التحليل النفسي للأدب وأنثروبولوجيا التربية. من جهته، أضاء الأستاذ المتقاعد في جامعة «ليون 2» جان بيار فاريمبو، على تجربة المفكر الفرنسي في الجامعة، وحماسه لقضية الرابط الاجتماعي. وأشار الى أن كورناتون كان يكنّ للبنان مكانة خاصة في قلبه، واستذكر ما كتبه عن ضرورة مساعدة لبنان لضمان تراثه، وتحويل تعايش الطوائف الدينية الى تعايش مجتمعات نقية وبسيطة، من خلال هذا الرابط الاجتماعي. أما منسقة علم النفس الاجتماعي، رجاء مكي، فقد نقلت آخر كلمات المفكر الفرنسي قبيل وفاته في نيسان (ابريل) الماضي، حين عبّر عن مكانة لبنان في قلبه، وسؤاله الدائم عن أوضاع الجامعة اللبنانية. ولفتت مكي الى أن كوناتون كان هاجسه في رحلاته الأخيرة الى لبنان، حرّية الشعب اللبناني والنهوض بالجامعة اللبنانية. ووصفت منسّقة مختبر علم النفس الاجتماعي ميشال كورناتون، بأنّه «أبو علم النفس الاجتماعي المعاصر»، اذ جعل المهتمّين بالمجال يفهمون أنّ علم النفس الاجتماعي بقوّة وجودِه وموضوعه هو علم النفس العيادي، وكان يكرّر دائماً بأن الفضول العلمي يجب أن يكون مصحوباً بالنقد والتحليل.

0 تعليق

التعليقات