باسم الحكيم
«أبو شفيق» انتظر طويلاً قبل أن يبتسم له الحظّ. عشرات المسلسلات المحلية والبرامج الكوميدية، لم تسعفه في الإفلات من لعنة الأدوار الثانية. وسام صباغ بطل الشاشة أخيراً... ومعه مفاجأة خاصة: عودة«أبو سليم الطبل»!

انتظر وسام صبّاغ فرصة البطولة الأولى طويلاً، بعدما ظلّ لعشر سنوات تقريباً ممثلاً مسانداً في الكوميديا والتراجيديا. لا يخفي شعوراً بل هاجساً راوده بأن الدور الذي تأخّر كثيراً، قد لا يأتي أبداً، على رغم اجتهاده وإيمانه بموهبته وثقته بإمكاناته. ظهوره الأول كان مع الكاتب مروان نجّار الذي يراه صاحب فضل على جيل كامل من ممثلي اليوم مثل بديع أبو شقرا، ويورغو شلهوب، وباسم مغنية، وفيفيان أنطونيوس، وكارول الحاج، وطلال الجردي وزياد سعيد وغيرهم، عبر سلسلة «طالبين القرب» آواخر التسعينيات. بعدها، استمرّت رحلة صباغ التلفزيونية في «لمحة حب» و«شوية تفاصيل»، وعلى الخشبة في مسرحيتي «نادر مش قادر» مع فادي ابراهيم، و«هريبة يا أوادم» بمشاركة بيار شمعون وجورج دياب.
مثّلت فترة التعاون مع نجار مرحلة مهمة في مسيرة صبّاغ، لكنه لم يتمتع خلالها بـ «نعمة البطولة». ولم يصادفه الدور الموعود حتى عندما تعامل مع الكاتبة منى طايع في سلسلة «فاميليا»، ولا مع الكاتب جبران ضاهر في «كبرياء وندم»، فظلّ حبيس الشخصيات المساندة، صاحبة الحضور الطريف والمرح. ولعلّ «مش ظابطة» للكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج إيلي فغالي هو العمل الكوميدي الأول الذي منحه فرصة البطولة المشتركة مع ليليان نمري، وباسم مغنية، ونادين الراسي، وعمر ميقاتي. وفيما يدور حديث في الكواليس عن إنتاج جزء ثان من العمل قريباً، باشر صباغ الإعداد للبطولة التلفزيونيّة الأولى في حلقات «محلولة» للكاتبة كلوديا مرشليان أيضاً والمخرج جورج خليل وإنتاج «نيولوك بروداكشن». ويتقاسم بطولته مع فيفيان أنطونيوس، وهند باز، وطارق تميم، وجناح فاخوري والقدير صلاح تيزاني (أبو سليم) العائد إلى التلفزيون بعد سنوات من الغياب، فضلاً عن ضيوف شرف.
يتشوّق للقاء الأول مع «أبو سليم»، إذ «لم تُكتب لي المشاركة في أعماله الشهيرة. هو كوميدي من الطراز الأول، ومن المؤسف أن يغيب الرواد عن الشاشة عوض الاستفادة من خبراتهم».
ويشرح صبّاغ أن الفكرة تدور في قالب من الكوميديا، حول وسام، الرجل الذي انفصل عن زوجته لانهماكاتها العملية الدائمة، والذي يقدم برنامج «محلولة» على إحدى شاشات التلفزيون، تحت إدارة مخرجة متوترة دائماً (هند باز) ومدير مسرح خفيف الظل (طارق تميم). وهو يعيش مع ابنه جاد (يؤدي دوره ابنه جاد صبّاغ)، ويرتبط الصغير بعلاقة صداقة قوية مع جدّه (أبو سليم).
ثم تعلو وتيرة المواقف الضاحكة حين يلتقي وسام من جديد بزوجته سيما (فيفيان أنطونيوس). في المقابل، يعيش هذا الرجل صراعاً مستمرّاً مع جارته أم نعيم (جناح فاخوري)، سائقة التاكسي التي تهتم بوسام وعائلته تماماً كما أوصتها والدته.
يفضّل صباغ تسمية العمل الجديد الذي يحدّد موعداً مبدئيّاً لتصوير حلقاته الخمس الأولى قبل نهاية الشهر الجاري، بالخليط بين السيتكوم والدراما. وترواح مدة الحلقة ساعة كاملة على أن تصوّر معظم المشاهد داخل التلفزيون حيث يعمل، وفي منزله، فضلاً عن مشاهد خارجية قليلة. لكن أليس من الجرأة اختيار جناح فاخوري لدور سائقة تاكسي؟ يجيب: «كلوديا مرشليان هي التي اختارتها للدور، أثناء كتابتها للشخصيّة».
بعيداً عن عمله الجديد، يعتزّ صباغ بتجربته في «مش ظابطة». ويؤكد أن المسلسل الذي عرض أخيراً على LBC، «نجح لأن الجمهور متشوّق لمتابعة عمل يشبهه ويتحدث عن مشاكله»، مشيراً إلى أن «الدراما المصرية والسورية والخليجيّة كسبت رهانها يوم قررت أن تكون مرآة لواقعها». من هنا، يقول «البرنامج جدير بأن يكون موسمياً، لا في جزئين فحسب».
كذلك ينتظر عرض حلقات الجزء الثالث من «فاميليا» للكاتبة منى طايع والمخرج ميلاد أبي رعد إلى جانب النجمين رولا حمادة وجورج شلهوب. وتبدأ الأحداث بزواجه من السكرتيرة في المجلة حيث يعمل (باتريسيا داغر). وستشهد العلاقة «مشاكل يومية تضفي جواً مميزاً ومرحاً على الحلقات». وفي السياق نفسه، يطل ضيفاً على بعض حلقات الكوميديا الانتقادية الساخرة «ساعة بالإذاعة» (بدأ عرضه أمس على LBC)، من كتابة وبطولة جورج خبّاز، ومشاركة ليال ضو، وفيفيان انطونيوس، وطلال الجردي، وليليان نمري.
أخيراً، تلمع عينا صباغ حين يتحدّث عن برنامج «سي بي أم» الذي يحتفل اليوم بمرور أربع سنوات على انطلاقته. يصفه بـ «البرنامج الفريد من نوعه، إذ يتم تصوير ثمانين في المئة من السكتشات أمام الجمهور على المسرح، على أن يظهر كل ممثل منّا بشخصيات عدّة». كذلك يجد في CBM متعة خاصة، «فالتحدي يكمن في استمراريّة برنامج ضخم تسخو عليه «أم بي سي»، وتحتضنه حتى تحوّل مع الوقت إلى ماركة مسجلة». ويشير إلى الجولة التي سيقوم بها فريق البرنامج في رمضان المقبل في العاصمة الأردنية: هو، وشكران مرتجى، وطارق تميم، وطارق جلال، وحامد مرزوق...
في المقابل، ينفي تهمة الفشل عن برنامجه «وحبة مسك» الذي عرض قبل مدة على «المنار»، «لأن شخصية «أبو شفيق» التي أديتها هي من الشخصيات المركبة، تنقل معاناة المواطن اللبناني المقهور بشكل صحيح. إلا أنني كنت أفضل أن تقتصر الحلقة على الشق الدرامي، بعيداً من المسابقة التي أضعفت من المستوى العام للبرنامج».
وقبل أن يختم، يعرب وسام صباغ عن اعتزازه بتصنيفه ممثلاً كوميدياً، «ليس سجناً ولا حصاراً، بل يشرّفني أن أتمكن من رسم البسمة على وجوه الناس، في وقت بات الضحك عملة نادرة».