رمضان الدراما السورية: انتعاشة كوميدية... وجرأة اجتماعية!

اتضحّت خارطة الدراما السورية في الموسم الرمضاني لهذا العام ورسى الرقم على قرابة 12 مسلسلاً بين أعمال أنجزت منذ العام الماضي وتأجل عرضها، أو أجزاء جديدة لمسلسلات سبق أن عرض جزؤها الأوّل، وبين دراما جديدة أعدّت في هذا العام. البداية مع المسلسل الاجتماعي المعاصر «على قيد الحب» (كتابة فادي قوشقجي وإخراج باسم السلكا وبطولة دريد لحام، سلوم حداد، أسامة الروماني، مديحة كنيفاتي، يزن خليل، صباح الجزائري، وفاء موصلي، عاصم حواط، ندين خوري، رنا كرم، نسرين فندي، خالد شباط، وجلال شموط، إنتاج إيمار الشام). يلاحق العمل مصائر شخصيات تعيش في زماننا الحاضر، ويخوض في تركيبة العلاقات الاجتماعية وتعقيداتها نتيجة تشابكات الظروف المحمومة. إذ ينطلق من قصة صديقين تنسج عليها قصة المسلسل بتصعيد يأمل أن يكون مشوّقاً وجذاباً.. في الجانب الاجتماعي أيضاً، هناك تنافس في الجرأة ربما على مستوى الطرح في مسلسلين هما «مع وقف التنفيذ» (كتابة علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف الدين السبيعي وبطولة: غسان مسعود وسلاف فواخرجي شكران مرتجي وإنتاج إيبلا). يقدم المسلسل حكاية اجتماعية تتصدى للظروف المعيشية الحياتية الراهنة. والثاني هو مسلسل «كسر عضم» (تأليف علي الصالح معالجة درامية رانيا الجبان إخراج رشا شربتجي وبطولة: كاريس بشار، فايز قزق، ندين تحسين بيك، خالد القيش، ولاء عزام، ومحمد حداقي، إنتاج كلاكيت ميديا). يتحدّث العمل عن الشرائح الاجتماعية بتفاوتها الكبير وصراعها الجديد بعد الحرب وسط غياب ما يعرف بالطبقة الوسطى، وانقسام المجتمع الحاد بين أثرياء ومحدثي النعمة، والمسحوقين من غالبية السوريين. وقد شهد المسلسل اعتذارات متتالية للممثلين بينهم: فراس إبراهيم، ورشيد عساف، وأنس طيارة، ومحمود نصر..
على ضفة ثانية، سنشاهد هذا العام دراما شعبية تتكئ على القالب الشامي وتنحو في جزء منها نحو الغناء والموسيقى، في مسلسل «جوقة عزيزة» (كتابة خلدون قتلان وإخراج تامر اسحق بطولة : نسرين طافش، سلوم حداد، أيمن رضا، نورا رحّال، وهبة نور، إنتاج غولدن لاين). العمل عبارة عن حكاية تنقلنا إلى سنة هامة من سنوات الانتداب الفرنسي، وإلى مكان منسي في دمشق. أحداث متخيلة في شارع محدد بالاسم أسهم في إحياء الحركة الفنية في دمشق في تلك الفترة، تلك الحركة التي ازدهرت بعد ذلك على يد المجدّدين، على رأسهم الراحل الكبير عبد اللطيف فتحي الذي قدّم أوّل عرض مسرحي باللهجة المحلية سنة 1948
من جانبها، تنتعش الكوميديا لهذا العام بثلاثة أعمال هي «الفرسان الثلاث» (كتابة محمود الجعفوري وإخراج علي المؤذن بطولة: أيمن زيدان، جرجس جبارة، جمال العلي، وفادي صبيح، وإنتاج المؤسسة العامة للتلفزيون). تنطلق الحكاية من أحوال الناس الاقتصادية وظروفهم المعيشية القاحلة، وتتطرق ربما للمرة الأولى في تاريخ الدراما السورية إلى شريحة من الرجال ممن دخلوا سنّ التقاعد، ومحاولاتهم الجادة للبقاء مؤثرين وفاعلين في الحياة، وبحثهم الحثيث عن مصادر دخلهم ودعم عائلاتهم، مع رصد مفارقة أنهم وصلوا لمكان يحتاجون فيه الراحة. تقدّم شركة «أفاميا» (فراس الجاجة) تجربة كوميدية اجتماعية لايت في مسلسلها «حوازيق» (كتابة زياد ساري وإخراج رشاد كوكش وبطولة : سلمى المصري، وائل رمضان، فاتح سلمان، علا الباشا، ويحل عليه عدد كبير من الضيوف منهم: أمل عرفة، وأيمن رضا، ورنا شميس، وعبير شمس الدين، ووائل زيدان وأسامة الروماني، وفراس إبراهيم). يحكي المسلسل قصّة تجرّب خلق فسحة كوميدية. بعدما كانت عائلة أم مطيع التي تملك فندقاً في دمشق القديمة، تعتبر من الأسر المقتدرة، عاشت حياتها في وضع اقتصادي جيد، وكان الفندق يستقطب الأجانب والأغنياء لارتياده، أحالته الأزمات الكبيرة التي مرّت بها البلاد، ومن ثم جائحة كورونا إلى عاطل عن العمل، فتغيّرت الحال وتمكّنت الضغوط الاقتصادية من أم مطيع: فواتير يومية ومستحقات، ومطالب الحياة الكبيرة التي تفوق امكانيات إم مطيع التي صرفت كل مدخراتها، وحاول أولادها مساعدتها في مصروف المنزل لكن من دون جدوى مع ارتفاع الأسعار، فقررت إعادة العمل بإحدى الغرف على أن تؤجرها لزبائن جدد ينتمون إلى فئات اجتماعية أضعف، حتى تستطيع إحلال توازن بسيط، على أمل أن تتغير الحال في ما بعد.
وفي سياق مشابه، تعود سلسلة «بقعة ضوء» بجزئها الـ 15 (مجموعة كتاب ومجموعة مخرجين بطولة أيمن رضا وإنتاج «سما الفن») لتقّدم لوحات ناقدة ساخرة تشتبك مع الظروف الخدماتية، والأحوال المعيشية، والواقع السياسي المزري للبلاد.. وقد امتاز هذا الجزء بالاعتماد على مخرجين شباب منهم عمرو حاتم علي وعلي المؤذن ومجيد الخطيب ورامي ديوب. أما عن أعمال الأجزاء والمسلسلات التي حضّرت من العام الماضي، فسيكون المتابع على موعد مع «الكندوش2» (كتابة حسام تحسين بيك وإخراج سمير حسين بطولة أيمن زيدان وصباح الجزائري وسلاف فواخرجي، وأيمن رضا، وزهير عبد الكريم، ورضوان عقيلي ـ إنتاج mb). العمل الذي يقّدم حكاية شامية بسيطة، تعرّض في جزئه الأوّل لانتقادات لاذعة، حمّلته أكثر مما يستحق وكانت الشركة الجديدة قد أبرمت اتفاقاتها على الجزأين ما جعلها تكمل مسلسلها ليكون حاضراً في رمضان. كذلك، سيكون مشاهد الأعمال الشامية مع استمرار لحكاية «حارة القبة 2» (كتابة أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي بطولة عباس النوري وسلافة معمار وفراس إبراهيم وفادي صبيح وخالد القيش ـ إنتاج «عاج»). العمل يقّدم قصّة شامية مشوقة ضمن تقاليد ومفردات هذا النوع الرائج عربياً. وبعد تأجيله في العام الماضي سيعرض مسلسل «بروكار2» (كتابة سمير هزيم وإخراج محمد زهير رجب وبطولة سعد مينا وجمال قبش ولينا حوارنة نادين خوري وقاسم ملحو وإنتاج «قبنض») وهو حكاية شعبية تدور في حارة شامية تتكئ في مقترحاتها الحكائية على فكرة صناعة البروكار الشامي، ومحاولة سرقة هذه المهنة أيّام الاحتلال الفرنسي. أما العمل الذي سبق أن حقق قبل عامين جماهيرية كبيرة محلياً، فسيعود بجزء ثان بعد تعثّر إكماله العام الماضي وهو «مقابلة مع السيد آدم2» (كتابة وإخراج وإنتاج فادي سليم، بطولة غسان مسعود ورنا شميس ومصطفى المصطفى ولجين اسماعيل وتولين البكري). المسلسل يخوض في عالم الجريمة ويلاحق أسلوبية أستاذ جامعي عبقري، في الانتقام لابنته التي تعاني من متلازمة داون، بعد خطفها وعدم رعايتها صحياً، ما يجعلها تفارق الحياة لدى عودتها لأهلها، وهو ما يدفع والدها لتصفية المتورطين في خطفها تباعاً، وإخفاء الدلائل عن أجهزة البحث الجنائي معتمداً على خبرته العلمية وذكائه الحاد. وعلى الهامش، يمكن أن نتابع جزءاً جديداً مشوهاً من سلسلة «باب الحارة» (كتابة مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب وإنتاج «قبنض»)

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي