«ترجمان الأشواق» بنسخة مقصوصة؟!

  • 0
  • ض
  • ض

أثار منع رقابة المشاهدة في «التلفزيون السوري» عرض مسلسل «ترجمان الأشواق» (إخراج محمد عبد العزيز- قناة «لنا») عن المحطات الرسمية، بلبلة واسعة في الوسطين الفني والإعلامي، ثم على صفحات الفايسبوك، خصوصاً أنّ المنتج هو «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزوني»، أي إحدى المؤسسات التابعة لـ «وزارة الإعلام»، بينما تولّت مؤسسة ثانية تابعة للوزارة نفسها بمنع هذا المشروع. علماً بأنه تشكّلت لجنة خاصة لإعادة مشاهدة المسلسل مرّة ثانية، وقد سمحت بعرضه لكن بعدما طالبت بحذف حوالي 25 في المئة من مشاهد الشخصية التي يلعبها النجم السوري غسّان مسعود. وهي شخصية يسارية تنقلب نحو الإسلام، ثم تنحو باتجاه التصوّف، وربما تنسج علاقات مع جماعات إرهابية مسلحة قبل أن تسهم بشكل بليغ في المصالحات الوطنية التي حدثت فعلياً في عدد كبير من المناطق السورية. إلا أن الغريب كان تصريح زياد الريّس مدير عام «مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي» لأحد المواقع السورية، إذ قال إن المسلسل «لم يُرفض من لجان «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون»، ولم يوافق عليه بعد للعرض في الموسم الرمضاني». ثم عزى تأخر القرار إلى «زحمة الأعمال التي عرضت على اللجان، مما جعلها تتأخر في البت بالأمر لحين إنجاز عملها بمشاهدة العمل. ولفت الريس إلى أن قرار العرض يمكن أن يصدر في أي لحظة في حال انتهاء المشاهدة من اللجنة، كما يمكن أن يؤجل لما بعد رمضان ولا مشكلة في ذلك». بعدها أبدى الريّس استغرابه من «ردة الفعل الكبيرة التي أثيرت حول الموضوع قبل صدور القرار النهائي بعرضه أو تأجيله». التصريح بدا مثل نكتة سمجة، ومحاولة مواراة الحقيقة بطريقة مضحكة، على اعتبار بأن المسلسل أنتج العام الماضي، وكان من أوائل الأعمال الجاهزة للعرض. كما أنه من غير الممكن للرقابة أن تفاجأ بشهر رمضان إلى درجة أن قرار العرض، أو المنع لا يصدر إلا بعد رؤية هلال شهر الصوم! أيضاً كان غريباً لمدير الجهة التي أنتجت هذا المسلسل، أن يُدلي بتصريحات تجرّب شرعنة عقلية المنع، والإجهاز على جهود فريق كامل بحجة الرقابة الفكرية.

0 تعليق

التعليقات