في كلّ مرّة يُخيَّر فيها فرج حنّا (الصورة) بين الموسيقى والهندسة المعمارية التي درسها في الجامعة، تميل الدفّة تلقائياً إلى الأولى. ابن قرية المشيرفة العكارية الذي يقطن في زغرتا (شمال لبنان)، درس العزف على العود في الكونسرفتوار قبل أن ينتقل عام 2007 إلى البزق. نقلة «غيّرتلي حياتي»، يقول حنّا لـ «الأخبار». أما عن سبب ميله إلى البزق، فيشرح أنّ «عازفي البزق قلّة رغم أنّ الناس يحبون هذه الآلة جداً».
تحوّل آخر في حياة الشاب المولود عام 1991 يتمثّل بتعرّفه إلى المؤلف الموسيقى ريان الهبر في 2009 الذي «منحني أوّل فرصة للصعود إلى المسرح في حفلات والده خالد الهبر. ثم انضممت من خلاله إلى فرقة «بند جزائي» التي كان يُشرف عليها». من هنا، بدأ تداول اسم فرج حنّا على نطاق أوسع، ليُشارك بعدها في حفلات لفنانين ملتزمين فنياً وبعيدين عن الطابع التجاري للأغنية، من بينهم أميمة الخليل. لعلّ أبرز محطة في مسيرة الفنان الذي ترعرع في المينا في طرابلس هي انضمامه إلى 13 حفلة أحياها زياد الرحباني في مختلف المناطق اللبنانية عام 2015، كشف فيها عن صوته الجميل إلى جانب مهاراته في العزف على البزق.

انتهى من تسجيل أغنية تولّى ريان الهبر كتابة كلماتها وتلحينها وتوزيعها

عقب هذه الفترة الجميلة، «لم يكن هناك أي أنشطة مميزّة على صعيد الموسيقى، ولم أكن أحب ما أفعل»، مما دفع فرج إلى السفر إلى السعودية للعمل في مجال تخصّصه الجامعي. غير أنّه لم يمر وقت طويل قبل أن يقرّر منذ سنة ونصف السنة فجأة العودة إلى الوطن «من دون أي تخطيط». سرعة اتخاذ هذا القرار، تزامنت مع سرعة عودة الحماسة ووتيرة العمل الفني. إلى جانب السهرات التي يحييها في فضاءات عدّة داخل وخارج لبنان، أحب حنّا أن يخوض تجربة جديدة عبر إعادة تسجيل أغنيات شهيرة وعزيزة على قلبه لفنانين معروفين، ثم تصويرها تحت إدارة المخرج كارل سلامة الذي التقاه أوّلاً في حفلة لريمي بندلي في الأردن ليُصبحا بعدها صديقين، وبثّها على مواقع التواصل الاجتماعي. علماً بأنّه كان ينشر فيديوات على السوشال ميديا تتضمّن وصلات عزف على البزق (مثلاً «يا مرسال المراسيل» لفيروز). إعادة تقديم الأغنيات شملت «يا طير الأزرق» لفيلمون وهبي والنسخة الفرنسية من «عالندا» لصباح، اللتين حظيتا بشعبية واسعة في صفوف الجمهور الافتراضي، واتسمت أجواؤهما بالفرح والدينامية.
«أهدف من إعادة تأدية الأغنية على طريقتي إلى مشاركة الناس الأمور التي أحبّها. أحب أن أقدّم أعمالاً تضع البسمة على وجوه الآخرين»، يقول. في غضون ذلك، خاض حنّا تجربتين ضمن مشروع «مزيج» الذي أطلقه لوقا صقر قبل أشهر، والقائم على مفهوم دمج الأغاني الذي صار يُعرف بالـMashup. عبر Mazeej، قدّم حنّا تحية إلى جورج وسوف، كما غنّى من مؤلفات الممثل والمخرج اللبناني جورج خبّاز، ما «منحني شهرة إضافية نظراً إلى الرواج الكبير الذي يلقاه المشروع».
مسيرة الـ «كوفرز» مستمرة، لكن في جعبة الفنان الذي لا تفارق الابتسامة العريضة وجهه مشاريع خاصّة، إذا انتهى أخيراً من تسجيل أغنية لبنانية تولّى ريان الهبر كتابة كلماتها وتلحينها وتوزيعها، سيتم الكشف عنها قريباً على السوشال ميديا. وفي الانتظار، يمكن لمحبّي فرج حنّا لقاؤه أسبوعياً في أماكن مختلفة.