ترامب يُقلق الوسط الرياضي: «المونديال» و «الأولمبياد» على المحك!

ما قبل تاريخ 20/1/2025 ليس كما بعده. التغييرات الكبيرة الحاصلة في سياسات أميركا ـ ترامب، داخلياً وخارجياً، أسهمَت تباعاً في تبدلات بارزة ضمن مختلف القطاعات، منها الرياضة، وسط تساؤلات مُقلقة حول كيفية تنظيم أميركا للأحداث الرياضية التي ستستضيفها البلاد مستقبلاً وخاصة أولمبياد 2028 ومونديال 2026.
منذ بداية حملته الانتخابية، «عكّزَ» ترامب خطاباته على وعودٍ متفرقة من شأن بعضها أن يؤثر بشكل مباشر على مسابقتين سوف تستضيفهما أميركا: كأس العالم 2026 (بالمشاركة مع كندا والمكسيك) وأولمبياد 2028 الصيفي. ولعلّ أبرز الوعود التي تعهّد بها الرئيس المُنتخب، والتي من شأنها أن تسبب مشكلات في الوسط الرياضي، هي تلك التي طالت الهجرة والترحيل، بالإضافة إلى الرغبة في إعادة تسمية خليج المكسيك بخليج أمريكا، دون إغفال النية العلنية في فرض تعريفات جمركية باهظة على واردات بعض الدول، منها المكسيك وكندا، مع عرض ترامب على هذه الأخيرة بأن تتجنب التعريفات الجمركية عبر أن تصبح ولايات أمريكية.
بالتعمق في لغة الخطاب، يهدد الوعد الأول، المتعلّق بالتضييق على المهاجرين، حضور الجماهير للبطلوتين المقبلتين، خاصةً مع ارتقاب التشديد المضاعف على منح التأشيرات للزائرين الأجانب، في حين من المتوقع أن يثير الوعدان الآخران حساسية في التنظيم ضمن الملف المشترك لاستضافة المونديال المقبل عام 2026.
من شأن وعود ترامب أن تهدد حضور الجماهير للبطلوتين المرتقبتين، وأن تثير حساسية في التنظيم
ورغم أن بعض الوعود قد تذهب مع الريح، يظهر جلياً قلق الهيئات الرياضيّة، وخاصةً الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عبر رئيسه جياني إنفانتينو. الديبلوماسي السويسري المحنك الذي ظهرَ في عدد من تجمعات ترامب، آخرها خلال حفل تنصيبه رئيساً لأميركا في ولايته الثانية، والذي أمطر حساباته على السوشيل ميديا بمنشورات تتغزل بالرئيس المٌنتخب في الأسابيع الأخيرة مع وصفه إياه بـ«الرجل الرياضي» و«المنافس»، يجد نفسه مطالباً بـ«المونة» على ترامب لـ«سَيسرة» الاستحقاقين المقبلين، وتحديداً كأس العالم الذي يبدأ في أقل من عام ونصف عام (قرابة 500 يوم).
في هذا الإطار، تكافح «فيفا» من أجل إحراز تقدم مع إدارة ترامب بشأن سرعة معالجة تأشيرات دخول اللاعبين المتنافسين وموظفي الاتحادات والمشجعين الذين قد يرغبون في الزيارة، وسط مخاوف من أن زوار بعض الدول الـ 48 المتنافسة في كأس العالم 2026 قد لا يتمكنون من الحضور، خاصةً أن تقديرات مدة انتظار بعض الدول للحصول على موعد تأشيرة زيارة في سفارة الولايات المتحدة الأميركية تجاوزت حسابياً موعد كأس العالم 2026، منها تركيا (774يوماً) وكولومبيا (677 يوماً). ومع سعي ترامب إلى تنفيذ سياسات الترحيل، سيكون لافتاً مدى استعداد إدارته لفتح الأبواب أمام الجماهير لقرابة ستة أسابيع (مدة المونديال).
الاتحاد الكروي الدولي الذي كان يأمل أن يشكّل كأس العالم 2026 صداعاً أقل في الأوساط الرياضية العالمية، وخاصةً الغربية، مقارنةً بسلفيه الروسي (2018) والقطري (2022)، يجد نفسه أمام صعوبات كبيرة. فهل تتحلحل الأمور بفعل العلاقة المتينة بين ترامب وإنفنتينو إضافةً إلى فوائد المونديال الكبيرة المرتقبة على الرئيسين وما يمثّلانه؟ الأشهر المقبلة سوف تعطي صورة أوضح لمستقبل المونديال، والألعاب الأولمبية أيضاً.