الديمقراطيون يلجؤون إلى الرياضة: هجمة انتخابية مرتدّة؟

بدأ بعض الزعماء الديمقراطيين البارزين بالتوافد أخيراً على البرامج الإذاعية الرياضية والبودكاست
بدأ بعض الزعماء الديمقراطيين البارزين بالتوافد أخيراً على البرامج الإذاعية الرياضية والبودكاست


بعد أسابيع قليلة من عودة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت تحضيرات الديمقراطيين لانتزاع الكرسي في الانتخابات المقبلة. يظهر ذلك جلياً من خلال تركيز أتباع المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس على الرياضة تحديداً لاستهداف الناخبين الشباب غير السياسيين الذين مالوا نحو الرئيس ترامب في الانتخابات الأخيرة.
وبعيداً عن السبل التقليدية لحصد الأصوات، لعبت الرياضة دوراً حاسماً في تفوّق الجمهوريين على منافسيهم الديمقراطيين، حيث ساهمت صولات ترامب بين ملاعب كرة القدم والسلة والحلبات في التأثير على الناخبين بهدف إدراج اسمه على بطاقات الاقتراع.

لم تغب صورة ترامب وصوته عن عشاق الرياضة أيضاً من خلال حلوله ضيفاً مستمراً عند مقدّمي البرامج الرياضية، دون إغفال اعتلاء اسمه لقبعات وقمصان عدد من «النجوم» البارزين، منهم لاعب كرة القدم الأميركية نيك بوزا ونجم المصارعة هولك هوغين، كما قام بعض الرياضيين بتقليد رقصته الشهيرة، وهو ما استخدمه ترامب لاحقاً لتسويق وعوده الانتخابية وحصد الدعم المادي والمعنوي. مقابل ذلك، ظهرت كاميلا هاريس في عدد قليل من الفعاليات الرياضية خلال الحملة الخريفية، ما جعلها تخسر، تبعاً لبعض النقاد، أصواتاً محتملة.

لم يقتصر التسييس الرياضي على الحملة الانتخابية الماضية، بل انسحب أخيراً إلى المكتب البيضاوي أيضاً حيث أظهر تخصيص ترامب جزءاً من حديثه مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وكندا والمكسيك من جهةٍ أخرى، استمرار استخدام الرياضة من قبل الرئيس المُنتخب كمنصة لتعزيز مكانته وطرح قضايا حساسة.

يقظة ديمقراطية

في ضوء ما حدث، وبعدما أيقن الديمقراطيون أن جزءاً من ابتعادهم عن السلطة جاء إثر فشلهم في احتضان المساحات التي يتم فيها تشكيل الاتصال المجتمعي، وتحديداً على مدرجات الملاعب والمضامير، أخذ بعض الزعماء الديمقراطيين البارزين بالتوافد أخيراً على البرامج الإذاعية الرياضية والبودكاست... منهم الحاكم جوش شابيرو من بنسلفانيا، الذي عمل كمحلل لبث كرة السلة لجامعة بيتسبرغ الشهر الماضي.

وجد الديمقراطيون في الرياضة أسهل طريقة للوصول إلى الجماهير المتشكّكة سياسياً

وبينما يترنّح حزبهم من تأثير سياسات ترامب ويكافح من أجل صياغة استراتيجية ورسالة جديدة، وجد الديمقراطيون أن الرياضة ربما تكون أسهل طريقة للوصول إلى الجماهير المتشكّكة أو المنفصلة التي قد لا ترغب في قضاء الوقت في الاستماع إلى سياسيين.
هكذا، أخذ الديمقراطيون بالعمل على توسيع نطاق تواصلهم مع الناخبين من بوابة الرياضة كما تكوين روابط أقوى معهم في محاولةٍ لتسليط الضوء على أوراق الاعتماد، خاصةً بعدما ظهر ترامب أخيراً في «سوبر بول» وسباق دايتونا 500 بعد فوزه في الانتخابات.

الديمقرطيون أصبحوا أكثر تركيزاً وجديةً تجاه الرياضة في محاولة توظيفها لكسب أصوات الناخبين الشباب بشكل خاص، ومختلف عشاق الرياضات عموماً. هذه السياسة المتبعة كانت واضحة خلال الأسابيع الماضية، ما جعل المضيف الإذاعي الرياضي البارز في كنتاكي، مات جونز، يعلّق ناصحاً: «من المهم جداً للسياسيين وخاصة الديمقراطيين، إذا أرادوا محاولة الوصول إلى جمهور الراديو الرياضي، أن يكونوا على طبيعتهم. في عالم الرياضة، لا يحب المشجعون الناس المزيفين. إنهم بخير مع عدم تشجيعك لفريقهم، لكن من الأفضل ألا تكذب بشأن من تشجّعه».

لا يخفى على جونز، حاله كحال أغلب الأميركيين، الاندماج الوثيق بين الرياضة والانتخابات، لكنه يطلب ضمنياً ربما، باسم المشجعين، تحييد الرياضات عن تبعات «اللوفكة» السياسية، بعد أن خسرت «الألعاب» سابقاً عفويتها أمام جشع الرأسمالية. مع ذلك، من المرجّح أن تشهد الفعاليات الرياضية المقبلة، وخاصةً كأس العالم 2026، أفلاماً سياسية محبوكة من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، في محاولةٍ لضمان كرسي الرئاسة خلال الانتخابات المقبلة.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي