الدوري يعود بوجهٍ مختلف وبروحٍ لا تموت

أحد التأثيرات الأساسية للحرب على الدوري اللبناني كان رحيل لاعبين أجانب ومحليين بارزين (حسن بحسون)
أحد التأثيرات الأساسية للحرب على الدوري اللبناني كان رحيل لاعبين أجانب ومحليين بارزين (حسن بحسون)

بعد 4 أشهر على آخر مباراة في الدوري اللبناني لكرة القدم، تعود البطولة لكن بصورةٍ مختلفة عن تلك التي ظهرت عليها عند انطلاقها. الموسم الواعد الذي تحدث عنه الجميع قبل انطلاقه سيستمر لكن تأثيرات الحرب تركت تأثيرها السلبي عليه من دون أن تسقط حماسة الجماهير المتعطّشة لاستئناف المنافسات

طال الانتظار لاستكمال المشوار، لكن ها هو الدوري اللبناني يعود إلى الحياة الطبيعية بإصرار القيّمين على اللعبة والأندية وحتى الجمهور الذي يستعد للعودة إلى المدرجات علّها تمنحه فرحةً افتقد لها في الأشهر الماضية إثر العدوان الإسرائيلي الذي لم يرحم كرة القدم.

من هنا، تعود الفرق الـ 12 لخوض مباريات المرحلة الثانية ابتداءً من اليوم، حيث ستشهد الملاعب نهاية أسبوع عاطفية، وذلك بعدما افتقدت إلى روادها لأشهرٍ طويلة، ولن يحضر بعضهم إليها هذه المرة، فاللعبة الشعبية الأولى قدّمت شهداء في مناطق وقرى مختلفة، بينهم لاعبون، وإداريون، وطبعاً مشجعون ستفتقدهم المدرجات.
بطبيعة الحال، الدوري سيعود بوجهٍ مختلف عن ذاك الذي ظهر عليه عند انطلاقه في 20 أيلول الماضي حيث تحدث الجميع عن منافسةٍ شرسة وفرقٍ عدة جاهزة لتقديم أقوى المواسم منذ سنواتٍ طويلة، بوجود أفضل المحليين ومجموعةٍ كبيرة من الأجانب المميّزين.

لكن الحرب لم ترحم أحداً، فالنجمة بطل الموسم الماضي على سبيل المثال يبدو أنه سيلعب حتى انطلاق السداسية على الأقل من دون لاعبين أجانب بعدما أُجبر على التخلي عنهم، وآخرهم هدافه الغاني كولينز أوباري الذي يتذرّع بالوضع الأمني لعدم العودة إلى بيروت.

هو لم يستخدم هذه الذريعة لوحده بين الأجانب المميزين في الدوري اللبناني، الذي سيخسر أبرز وجهٍ قادمٍ من الخارج أقله في الأعوام العشرة الأخيرة، وهو هداف الهدافين السنغالي الحاج مالك تال، الذي سيكون الأنصار بلا شك مختلفاً من دونه، وسيخسر الجمهور اللبناني مهاجماً ممتعاً قدّم الإضافة في المباريات الكبيرة، وقصص «الدربي» ضد النجمة تحكي كل التفاصيل.
العهد أيضاً الذي لملم نفسه بعد صدمة خروج رئيسه تميم سليمان منه، اضطر إلى التخلي عن عددٍ من أجانبه، لا بل إنه اضطر إلى فتح الباب أمام نجومه المحليين للاحتراف، فخسر الدولي كريم درويش الذي انتقل إلى دهوك العراقي، وزميله في المنتخب الوطني محمد الحسيني الذي انضم إلى القوة الجوية في الدوري العراقي حيث يلعب أيضاً حسن سرور المنتقل حديثاً من الزوراء إلى نادي الحدود.

كفاحٌ وشغفٌ للعودة
وفي وقتٍ تكافح فيه فرق عدة لتأمين الأموال اللازمة من أجل استكمال المشوار بلاعبٍ أجنبي أو اثنين، فإن أنديةً أخرى قد تضطر إلى اللعب من دون أي أجنبي بعدما تبدّلت أولويات داعميها بعد الحرب. لكن رغم ذلك لم يهدر لاعبوها المحليون الوقت من أجل الالتحاق بالاستعدادات، وسارع مدربوها إلى وضع برامج خاصة لإعادة جزءٍ من اللياقة البدنية المهدورة إثر مدة ركودٍ طويلة، فبدت الملاعب مشغولة يومياً بالمباريات التحضيرية، وبدت بعض الفرق جاهزة أكثر من غيرها، وخصوصاً تلك التي تمكنت من إيجاد تسوياتٍ مع أجانبها من أجل ضمان استمرارهم معها، فقدّم هؤلاء بعض التنازلات المالية من أجل الحفاظ على عقودهم، بينما تمكّن نادٍ مثل الصفاء المرتاح عملياً من كل الجوانب، من إيجاد السبل المناسبة لجمع الشمل والاستفادة من كل العناصر التي وضعته بين المرشحين الأساسيين للقب قبل انطلاق الموسم.

لم ترحم الحرب أحداً لأن كل الأندية خسرت شيئاً من أساسياتها

بالطبع سيكون «العميد» مرشحاً أكثر من أي وقتٍ مضى، لكن لا يمكن إغفال أن كل الجولات التي ستلعب حتى نهاية المرحلة الأولى في 30 آذار المقبل، ستشكّل «بروفة» بالنسبة إلى الكثيرين من منافسيه الرئيسيين حتى يتمكنوا من تعزيز صفوفهم مجدداً بالأجانب الضروريين عشية انطلاق مراحل السداسية.
بالفعل هو نوعٌ من أنواع الصمود والتمسّك بأمل المنافسة على اللقب بالنسبة إلى فرقٍ عدة، التي ستقاتل لجمع النقاط لكي تبقى في دائرة الأقوياء حتى الأمتار الأخيرة حيث حُسمت البطولة غالباً في المواسم الماضية، وأقربها كان ذاك السيناريو «الهيتشكوكي» الذي توّج النجمة بطلاً على حساب غريمه التقليدي الأنصار الذي كان المرشح الأوفر حظاً لرفع الكأس، لكنّ هدفاً قاتلاً بدّل المشهد تماماً.

المشهد لن يتبدّل رغم كل الوقائع المذكورة سلفاً، إذ إن الإيجابيات لا بدّ أن تطفو بمكانٍ ما، فبمجرد استكمال الموسم ستكون اللعبة باتحادها وأنديتها ولاعبيها وجمهورها، قد انتصرت وبقيت حيّة لتعطي حياةً لمن يعتبر فريقه كل الحياة، ولمن يكيّف كل أعماله والتزاماته بما يتناسب مع موعد مباراة ناديه المفضّل.
الملاعب هنا وحاضرة، والكل مستعد للانطلاق من جديد، والموسم الموعود سيعود، ربما بشكلٍ مغاير، إنما بالعزيمة والحبّ الكبير نفسهما للعبةٍ احتوت دائماً كل اللبنانيين من الشمال إلى الجنوب مروراً بالجبل والبقاع ووصولاً الى بيروت.


3 مباريات السبت و3 الأحد
ستقام ثلاث مباريات يوم السبت ومثلها يوم الأحد في الجولة الثانية للمرحلة الأولى من الدوري اللبناني.
وسيلعب السبت عند الساعة 14.15 تجمع شباب بعلبك مع الشباب الغازية على ملعب أمين عبد النور في بحمدون. وكان الغازية قد بدأ المشوار بخسارة أمام النجمة 0-3، بينما عرف شباب بعلبك في إطلالته الأولى في دوري الأضواء، سقطةً قاسية أمام الأنصار 0-4.

وفي التوقيت نفسه، على ملعب العهد، يلعب البرج الخاسر افتتاحاً أمام العهد 1-3، مع الحكمة الذي كان قد استهل الموسم بفوزٍ لافت على شباب الساحل 2-0.
أما عند الساعة 16.00 في جونية، فيلعب الأنصار مع الراسينغ الذي خسر أمام الصفاء 1-4 في الجولة الافتتاحية.

بالنسبة إلى مباريات الأحد، يلعب عند الساعة 14.15 على ملعب الإمام موسى الصدر، الصفاء مع الرياضي العباسية الذي سقط أمام التضامن صور 1-2 في الأسبوع الأول.
كما يلتقي في التوقيت نفسه شباب الساحل مع التضامن صور على ملعب عباس ناصر، بينما ستكون قمة مباريات هذه الجولة عند الساعة 16.00 حيث يلعب النجمة مع العهد.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي