الأخبار

الأحد 28 أيار 2017

شارك المقال

رمضان لبنان يفتقد المسحراتي

الاناضول
يشعر اللبنانيون، من كبار السن، بالحنين إلى عادات وتقاليد رمضانية، اندثرت على وقع التكنولوجيا الحديثة، فباتت مجرد ذكريات. الطابع، الذي كان يهيّمن على بيروت ومناطق أخرى، خلال حقبة الثمانينات وما قبلها، ولم يعد موجوداً اليوم إلا قليلاً منه.
فالمشهد الرمضاني تبدّل بعدما كان يتميّز سابقاً بعادات وتقاليد دينية واجتماعية وثقافية تكاد تكون موحدة بين مختلف المناطق اللبنانية.

وسط هذا التوحد، كانت كل منطقة، سواء في الجنوب، الشمال، البقاع، بيروت، أو الجبل، تحتفظ بخصوصيتها.
ومن أبرز مظاهر الشهر الكريم، التي باتت محدودة جداً اليوم وشبه منقرضة هي «المسحراتي»، فقد كان أبرز ما يميز ليالي رمضان بحسب المؤرخ البيروتي ديب أبو شالة. ويضيف أبو شالة لـ «الأناضول» أنّ «المسحراتي» يكون عادة من أبناء الحي، فيبدأ قبل الفجر بإيقاظ الصائمين ليتناولوا الطعام قبل الإمساك.
وكان «المسحراتي» يتميز بعصا وطبلة خاصة، ويرتدي الجلباب المعتاد أو القنباز، والطربوش.
وفي أول أيام عيد الفطر، يقوم أهالي الحي بتكريمه فيقدمون له العيدية. هذه العادة انقرضت اليوم وتم استبدال «المسحراتي» بمنبّه الهواتف الذي يوقظهم.
أما «مدفع رمضان»، فصمت منذ 10 سنوات، ولم يعد يطلق قذائفه إيذاناً بموعد الإفطار، كما جرت العادة.
وعتاد اللبنانيون مشاهدة عناصر الجيش يتوّلون هذه المهمة من خلال وضع مدفع عسكري في الحديقة العامة لبيروت.
ومن أبرز العادات البيروتية المنقرضة، بحسب أبو شالة، وكانت سائدة إبان العهد العثماني، نوعية الأسماء للمواليد، التي تراجعت بشدة اليوم. ويوضح أن السكان كانوا يطلقوا على أولادهم الذكور أسماء الشهور الكريمة رجب، شعبان، رمضان، محرم، ربيع، سيما إذا ولدوا في هذه الأشهر، بالإضافة إلى تسمية أولادهم باسم هلال.
ومن أبرز المأكولات الرمضانية، التي كانت سائدة منذ العهد العثماني حتى منتصف الثمانينات، «الزغلولية» (البقلاوة)، التي كان ينهمك اللبنانيون في صفها من اليوم الأول لشهر الصيام. أما اليوم فأصبحت متوافرة بشكل دائم، ولمْ يعد الناس يبذلون جهداً لصفها في المنازل، كما بدأت الحلويات الأجنبية تأخذ حيّزاً مهماً لدى جيل اليوم، وفق المؤرخ اللبناني.
الأمر نفسه ينسحب على المعمول المخصص لعيد الفطر، إذ كانت اللبنانيات يمضين ليالي طويلة لصنعها وصفها، وقبل العيد بيومين تلتقي نساء الحي في منزل إحداهن ويتحضّرن لصناعته.
لكن هذه العادة انقرضت اليوم حتى في القرى والجبال، واستعيض عنها بشراء الحلويات جاهزة من الأسواق.
العادة الرمضانية، التي تحافظ عليها بيروت هي «سيبانة رمضان»، وهي عادة قديمة تتمثل في القيام بنزهة على شاطى‌ء العاصمة تخصص لتناول المأكولات والمشروبات والحلويات في اليوم الأخير من شهر شعبان قبل انقطاع الصائمين عن الطعام في رمضان.
ويوضح أبو شالة: ««سيبانة رمضان» كانت في الأصل عملية استطلاع لهلال شهر رمضان، وكانت تسمّى استبانة، إلا أن أهالي بيروت حرّفوا الكلمة مع مرور الزمن إلى «سيبانة» تسهيلاً للنطق، وأصبحت عادة للتنزه وتناول الأطعمة والمشروبات في آخر يوم شعبان».

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي