الأخبار

الأربعاء 26 آذار 2025

شارك المقال

التغير المناخي يحرق كوريا الجنوبية

وصف رئيس البلاد الحرائق بـ«غير المسبوقة»
وصف رئيس البلاد الحرائق بـ«غير المسبوقة»

تواصل كوريا الجنوبية مكافحة سلسلة من حرائق الغابات المدمّرة التي اجتاحت جنوب شرقي البلاد، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً وإصابة العشرات، بينهم ستة في حالة خطرة. وأعلنت السلطات أن الحرائق، التي اندلعت قبل خمسة أيام، لا تزال تمتد خارج نطاق السيطرة، رغم جهود آلاف من عناصر الإطفاء لمحاصرتها.

ووصف رئيس البلاد بالإنابة، هان دوك سو، هذه الكارثة بأنها «غير مسبوقة»، مشيراً إلى أنّ انتشار النيران يجري بوتيرة تفوق التوقعات، ما دفع الحكومة إلى رفع مستوى الأزمة إلى أقصى درجات الاستجابة الوطنية.

التغير المناخي... العامل الخفي وراء الحرائق

لم تعد مثل هذه الكوارث البيئية مجرد حوادث معزولة، بل أصبحت جزءاً من نمط عالمي يزداد وضوحاً مع تفاقم آثار التغير المناخي. ففي السنوات الأخيرة، سجّلت دول عدة ظواهر جوية متطرفة، أدت إلى ارتفاع وتيرة الحرائق والعواصف والفيضانات.

على سبيل المثال، اجتاحت حرائق مدمّرة ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة أخيراً، حيث أتت النيران على مساحات شاسعة من الغابات، متسبّبة في إجلاء عشرات الآلاف من السكان. كما تعرضت أستراليا لموجات جفاف غير مسبوقة، أدت إلى اندلاع حرائق هائلة دمرت مساحات واسعة من الغطاء النباتي.

في الوقت ذاته، شهدت أوروبا صيفاً قاسياً، حيث اجتاحت الحرائق غابات اليونان وإسبانيا، بينما تعرضت دول أخرى، مثل ألمانيا وفرنسا، لفيضانات غير مسبوقة نتيجة هطول أمطار قياسية.

  • أتت النيران على مساحات شاسعة من الغابات
    أتت النيران على مساحات شاسعة من الغابات

تداعيات بيئية واقتصادية خطيرة

تشير الدراسات العلمية إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الرطوبة يؤديان إلى خلق بيئة مثالية لاشتعال الحرائق وانتشارها بسرعة أكبر. كما أن زيادة وتيرة الرياح القوية، الناتجة من أنماط الطقس غير المستقرة، تسهم في تفاقم المشكلة، ما يجعل عمليات الإطفاء أكثر صعوبة وتعقيداً.

إلى جانب الخسائر البشرية، تخلّف هذه الحرائق آثاراً بيئية مدمّرة، إذ تدمر الغابات التي تعدّ رئة الأرض، وتؤدي إلى انبعاث كميات ضخمة من غازات الاحتباس الحراري، ما يفاقم أزمة المناخ. كما أن التداعيات الاقتصادية لا تقل خطورة مع خسائر بمليارات الدولارات نتيجة تلف المحاصيل، وتدمير البنية التحتية، ونزوح السكان.

الحاجة إلى تحرك عالمي عاجل

في ظل هذه التغيرات المتسارعة، يحذر الخبراء من أن العالم بحاجة إلى إستراتيجيات أكثر صرامة لمكافحة التغير المناخي، تشمل تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز استثمارات الطاقة المتجددة، واتخاذ تدابير وقائية للحد من انتشار الحرائق والكوارث البيئية.

أما حرائق كوريا الجنوبية فهي ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة الكوارث الطبيعية التي أصبحت أكثر شيوعاً بفعل الاحتباس الحراري. وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات فاعلة، فإن مثل هذه الكوارث قد تصبح القاعدة الجديدة، وليست الاستثناء، في العقود المقبلة.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي