رمضان 2025: «العتاولة» خيّبوا الآمال!

تكثر العمليات الإجرامية في المسلسل
تكثر العمليات الإجرامية في المسلسل

في قاموس المصريين، تعني كلمة «العتاولة» أشدّاء، وهو معنى انطبق على نجوم الموسم الأول من المسلسل في رمضان الماضي، بعدما نجحوا في تصدُّر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة، محققين نجاحاً كبيراً بدعم واضح من «هيئة الترفيه السعودية» ورئيسها تركي آل الشيخ. لكن، خلافاً للتوقعات، لم يتمكن الجزء الثاني من الحفاظ على هذا الزخم، بل واجه انتقادات واسعة منذ حلقاته الأولى، ما أثار تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الحاد.

قرار متسرع أم خطوة محسوبة؟

يبدو أنّ قرار إنتاج جزء ثانٍ من «العتاولة» المعروض على «mbc مصر» و«شاهد» لم يكن مدروساً بالشكل الكافي، فقد اتُّخذ بسرعة بينما لم يكن الموسم الأول قد انتهى تصويره بعد، ما أحدث اضطراباً واضحاً في الكواليس. قرار لم يُبقِ فقط شخصيات كان من المفترض أن تخرج من الأحداث، بل أدى أيضاً إلى تغييرات جوهرية في النص، إذ اضطر المخرج أحمد خالد موسى إلى تعديل سيناريو المؤلف هشام هلال، ليصل الأمر إلى انسحاب الأخير بالكامل وتولي المخرج نفسه كتابة الحلقات الجديدة.

تغييرات أربكت البناء الدرامي

التعديلات التي طالت الشخصيات أثّرت سلباً في تماسك الحبكة، إذ اختفت شخصيات مؤثرة مثل «سترة» (فريدة سيف النصر) و«عائشة» (مي كساب)، وأُدخلت شخصيات جديدة لم تندمج بسلاسة مع النسيج الدرامي. هذا التغيير أربك المشاهدين وجعل العمل يبدو كأنّه يفتقد إلى هوية واضحة، لا سيما مع غياب التفاهم بين الممثلين الجدد والنجوم الأساسيين، ما أدى إلى أداء متباين وتفكك في السرد.

دراما بلا منطق… لكن لماذا لم ينجح هذه المرة؟

رغم أن «العتاولة» ينتمي إلى نوعية المسلسلات التي تعتمد على عالم بعيد عن المنطق، حيث تغيب الشرطة وتكثر العمليات الإجرامية التي تميل إلى الفانتازيا، إلا أن الجمهور في الموسم الأول تجاوب مع هذه التوليفة بفضل الإيقاع السريع، والمواقف الطريفة، وأداء الممثلين الذين صنعوا شخصيات مميزة أصبحت «ترند» على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن في الموسم الثاني، لم تنجح الإضافات الجديدة في تقديم نفس التأثير، بل ظهر التفاوت واضحاً بين الشخصيات، خصوصاً مع دور فيفي عبده كصديقة الأم، الذي بدا خارج السياق الدرامي.

مشاهد معزولة بلا تفاعل جماهيري

من المؤشرات الواضحة على تراجع المسلسل، عدم نجاح أي مشهد منه في تحقيق انتشار عبر مواقع التواصل، حتى على سبيل السخرية، وهو ما جعله يبدو منفصلاً عن الجمهور، مكتفياً بنسب مشاهدة مرتفعة بحكم عرضه على «mbc مصر» بعد برنامج «رامز إيلون مصر». لكن هذه النتيجة لم تُترجم إلى إشادات حقيقية، لا بالعمل ولا بأبطاله، حتى من داعميه الأساسيين، وعلى رأسهم تركي آل الشيخ الذي لم يُعلق عليه واكتفى بالإشادة بمسلسل آخر هو «أشغال شقة جداً» (تأليف شيرين وخالد دياب الذي تولّى الإخراج ــ 15 حلقة). وكأنه لم يدعم «العتاولة» من قبل ولم يكن سبباً في استمرارهم ونسف ما حققوه من نجاح قبل عام واحد فقط.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي