صيف لبنان... «مولّع نار»؟

«... إذا كانت الأوضاع هادئة». عبارة يفتتح بها متعهّدو الحفلات الفنية تصريحاتهم الإعلامية قبل الحديث عن الأماسي التي ستُقام في لبنان هذا الصيف، فالحذر يسيطر على المتعهّدين الذين يصفون حالهم بـ «دعسة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء».
هكذا، لا جواب واضحاً حول السهرات، لأنّ الترتيبات التقنية واللوجستية رهن بالأوضاع السياسية التي يعيشها البلد، إذ ترتبط إقامة السهرات بهدوء الأوضاع، وتحديداً وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. وكان الصيف الماضي قد شهد انطلاقةً فنية ناشطة، قبل أن تتبدّل الأحوال في أواخر شهر تموز (يوليو) الماضي، مع الاعتداءات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وبعض القرى ويُصاب الموسم الفني والسياحي بانتكاسة.
إذاً، لا يزال باكراً الحديث عن حفلات الصيف. مع ذلك، يتسابق المتعهّدون للتفاوض مع نجوم عرب لإحياء مجموعة حفلات في لبنان. لكن القرار الأخير سيُتخذ في الأسابيع القليلة المقبلة، ريثما تتضح صورة التطورات السياسية والأمنية.
في هذا السياق، أعلن محمد رمضان أخيراً عن إقامة حفلة له في لبنان خلال شهر آب (أغسطس). وكشف المغني المصري عن توقيعه عقد عمل مع المنتجين اللبنانيين طارق عليق وحسين كسيرة، قائلاً «ثقة في الله.
من خلال هذا الحفلة، سنهز لبنان وكل الدول المجاورة». يأتي الإعلان عن سهرة رمضان بعدما ألغيت حفلته التي كانت متوقعة في الصيف الماضي بسبب العدوان الإسرائيلي، فيما انطلقت يومها دعوات إلى مقاطعته باعتباره أحد المغنّين المتّهمين بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي على خلفية انتشار صورة له قبل أعوام مع المغني الإسرائيلي عومير آدام أثناء حضورهما حفلة في دبي.
في المقابل، لن يكون رمضان المغني الوحيد الذي سيعود إلى بيروت، بل كذلك أصالة نصري. فقد أعلنت المغنية السورية عن إقامة حفلة في لبنان بعدما ألغيت العام الماضي بسبب التطورات السياسية. وكشفت صاحبة أغنية «سامحتك» أنها ستحيي حفلة في بيروت في شهر آب المقبل، سيعلن عن تفاصيلها قريباً. ولفتت صولا إلى أن تلك السهرة ستكون بمنزلة عودتها الرسمية إلى حفلات لبنان بعد غياب سنوات طويلة.
من جانبها، تعود المغنية السورية ميادة الحناوي لإحياء مجموعة حفلات هذا الصيف بعدما شاركت العام الماضي في مهرجان «إهدنيات» (شمال لبناني)، بينما ألغيت حفلتها ضمن فعاليات «أعياد بيروت»، على أن يعلن قريباً عن جدول أنشطتها الصيفية.
وقد أعلن القائمون على مهرجان «أعياد بيروت» أيضاً عن تعاقدهم مع فرقة «أدونيس» لتقديم حفلة ضمن فعاليات الحدث الفني التي ستقام على «واجهة بيروت البحرية». على أن يعلن قريباً عن البرنامج الفني بأكمله، ومن المتوقع أن يضم حفلات لفرق عربية وأجنبية.
باختصار، يبدو أنّ صيف بيروت 2025 «مولّع نار» بالحفلات لفنانين عرب وأجانب من بينهم العراقي كاظم الساهر، والمصري عمرو دياب، والجزائري الشاب فضيل. لكنّ الجواب النهائي سيكون رهن الأوضاع السياسية.