رحيل أنطوان كرباج: مات الملك

أيقونة العصر الذهبي لبيروت والمسرح اللبناني، انطفأ أمس في «مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي » في منطقة الأشرفية بعد معاناة مع مرض «النسيان». لكنّ أنطوان كرباج (1935 ـــ 2025) سيبقى محفوظاً في ذاكرة الثقافة اللبنانية، بصفته حالةً فريدةً في المحترف المسرحي اللبناني. منذ الستينيات الحبلى بالآمال ووعود الحداثة وصولاً إلى الحرب الأهلية وما بعدها، مروراً بالنكسة، راكم الممثل الأسطوري تجربةً فنية امتدّت على خمسين عاماً ما بين المسرح والتلفزيون، وطبع ذاكرة المشاهدين بصوته الجهوري وحضوره الكلّي على الخشبة. كان نموذج البطل الشعبي وتعاقب على الشخصيات الأسطورية من يوسف بك كرم إلى أوديب وماكبث وهاملت، فحفر مكانةً على حدة في ذاكرة ووجدان أجيال من اللبنانيين والعرب.
■ أنطوان كرباج... «آغا» المسرح اللبناني يترجّل
إنه أحَدَ أهم مُطوّرِي الأداء في المسرح اللبناني الحديث، بل ربما رائدهم المخضرم. وقفته الفذّة على الخشبة، القامة الأسطورة والإحساس الشكسبيريّ، بطل الرؤى الممزقة بين الحبّ والكبرياء في مزيج بارع من تقنيات الأداء بالصوت والصورة وفصاحة التعبير والنظرة والقسمات القوية
■ «ملك» هبط من الحياة إلى القصص
يُعرف عن الثعابين تدويرها لمواقفها. هذا رجل لا علاقة له بالثعابين لأنّه لا يحلق ذقنه من أجل اجتماع ولا يطيلها من أجل آخر. لا يفرح أمام صورته على المرآة كما يفعل الكثير من العاملين في الفن والثقافة. يرشح ابن زبوغا بالطيبة بالفطرة. تعلم المشي على الحب والطيبة.