وسام حنا ووديع الشيخ: التسوّل مباشرة على الهواء!

يتعاطى وديع الشيخ مع الجمهور بفوقية وتكبّر
يتعاطى وديع الشيخ مع الجمهور بفوقية وتكبّر


على مبدأ «جود بالموجود»، وجد المشاهد اللبناني نفسه مجبراً على المقارنة بين برنامجي الألعاب «أكرم من مين» الذي يقدمه وسام حنا يومياً (20:30) على قناة lbci، و«مع وديع» الذي يتولاه وديع الشيخ على «الجديد» (يومياً 21:30)، على اعتبار أن أداء المحطتين في شهر الصوم، قد تراجع بشكل ملحوظ، بعد غياب المسلسلات القوية وتعبئة الهواء بمسابقات وتوزيع جوائز نقدية.

المقارنة بين الشيخ وحنا قد تكون ظالمة هذا الموسم، لكنها فرضت نفسها بسبب تشابه فكرتي العملين اللذين يعرضان مباشرة على الهواء. يمتلك حنا خبرةً في تقديم برامج الترفيه طوال العام، وكان جوكر lbci في شهر رمضان الماضي مع نجاح برنامجه «أكرم من مين»، ليعود أخيراً بموسم ثان منه.

أما الشيخ، فقد وصل حديثاً إلى عالم الترفيه ليجرب حظّه فيه، قادماً من عالم الأغنيات الهابطة وحفلات الملاهي الليلية والاستعراض بسياراته الفاخرة.

هكذا، كان المشاهد أمام عملين ترفيهيين، يغلب عليهما الصراخ. تحولت برامج الألعاب التي شهدت شهرة واسعة في تسعينيات القرن الماضي مع ميشال قزي وغيره، إلى أعمال يُوزَّع فيها الفتات من المال. تزامنت موضة البرامج تلك، مع تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، وارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، فوجد المواطن نفسه مندفعاً نحو المسابقات، علّ حظه «ينقش» ويربح بعض الجوائز.

في هذا السياق، كانت «الجديد» تعوّل كثيراً على وديع الشيخ في برنامج «مع وديع» الذي تشاركه التقديم زهراء فردون.

لكن النتيجة كانت عكس ذلك. تعاقدت القناة مع المغني بعد خلاف معه بسبب إطلالته في أحد برامجها، فقرر مقاطعتها، قبل إقناعه بالظهور في رمضان، لكسب شعبية جديدة.

ربما سعت المحطة التي يديرها تحسين خياط إلى تكرار تجربة المغني السوري علي الديك في برنامج «غنيلي تغنيلك» الذي نجح قبل عشر سنوات لمواسم متتالية. لكن تناست القناة أن الاسم وحده لا يصنع برنامجاً، فكيف إذا كان برنامج ألعاب يقوم على التفاعل المباشر مع الجمهور؟.

يحضر وديع وزهراء على المسرح بشكل مرتبك، من دون أي كيمياء تجمعهما. يبدو الثنائي «ثقيل الظلّ» على الشاشة. ويصل الأمر بالشيخ حد التعامل مع الجمهور بفوقية وتكبّر. هذه اللغة هي التي يمارسها المغني أساساً في حفلاته في الملاهي الليلية، ويحدث بلبلةً بتصرفاته المبالغ فيها. ويختبئ الشيخ خلف حرّاسه الشخصيين الذين يطلقون النار أينما تطأ قدمه. أما زهراء فردون التي تعمل مراسلة إخبارية في «الجديد»، فبدت دخيلة على برامج الترفيه، تحاول خلق أجواء فرح مع الشيخ، تارة عبر ارتداء لوك ثياب موحّد، وطوراً عبر الرقص والقفز على المسرح، فظهر الثنائي ضعيفاً وغير مقنع.

في المقابل، نجح وسام حنا في برنامجه «أكرم من مين» الذي يرفع نسبة مشاهدة lbci بعدما قررت القناة هذا العام عدم خوض السباق الرمضاني، والاعتماد بشكل كلي على حنا. يستقبل الممثل اللبناني في كل حلقة نجماً من مختلف المجالات، ويقدم معه الحزازير المسلية.

ثم يطل على المسرح، بعفويته وتفاعله المتقن أمام الكاميرا، على اعتبار أنه يملك خبرة أمام الشاشة بعدما دخل عالم التمثيل إثر فوزه بلقب ملك جمال لبنان 2005. توسعت شعبية حنا، لقربه من الجمهور ومخاطبته بلغته البسيطة القريبة منه. يتلقى عدداً لافتاً من الاتصالات، ويوزّع الهدايا يميناً ويساراً.

بناء على ما سبق، فإن تجربة برامج رمضان الناجحة ولّى زمنها، على غرار برمجة شهر الصوم التي فقدت بريقها، وباتت تقتصر على عدد قليل من المسلسلات الباهتة.

تحتاج تلك الأعمال إلى نفضة سريعة، واضعةً في حسبانها أنّ أولى خطوات النجاح تقوم على مخاطبة الجمهور بلغته العفوية والبسيطة، وليس على مبدأ التسول.

* «أكرم من مين» يومياً 20:30 على lbci
* «مع وديع» يومياً 21:30 على «الجديد»

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي