«أستاذ» علي

«أستاذ» علي

لم يُنادَ علي حمود، المدقق اللغوي في «الأخبار»، يوماً من دون أن تسبق اسمه عبارة «أستاذ». حمله منذ كان مدرّساً في مدرسة بلدته في خربة سلم (جنوبي لبنان) ورافقه طوال عمره.

زاملت «أستاذ علي» مرتين: الأولى في التدريس في سبعينيات القرن الماضي في مدرسة الضيعة، والثانية بعدما بدأت في السنوات الماضية الكتابة في «الأخبار». ومع أنه كان مدرّساً للغة الفرنسية، كان أستاذ علي متخصصاً وضليعاً في العربية ونال جائزة الإملاء قبل سنوات. كنت أحاول دائماً أن أعتني لغوياً بالنص الذي أكتبه حتى لا «يعلق» بين يديه، هو الذي كان يكنّ لي بالغ التقدير والحب.

في ذروة الانهيار الاقتصادي، تحامل أستاذ علي على الآلام المبرحة التي سبّبتها له عملية الديسك في الظهر. أضف إليها توغّله في السبعينيات من العمر، فكان عنواناً للكدح والنضال من أجل تحصيل لقمة العيش، كما كان عنواناً للود والاحترام والابتسامة. وهو أيضاً والد الممرضة لارا التي اشتهرت صورتها أيام الكورونا في عام 2020 وهي تحمل ـــ في مستشفى رفيق الحريري ـــ الأطفال بين يديها لإنقاذهم.

غادر أستاذ علي محبيه الكثر في الضيعة وفي الجريدة. وووري الثرى في الأمس، فكان نصيبه جنتين: أولى تحت ظلال السنديانات الكبيرة والكثيرة في المقبرة الجميلة، وثانية تلك الموعودة من الله التي يمنحها للكادحين، قبل المؤمنين. وداعاً أستاذ علي.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي