مقالات للكاتب

رضا صوايا

الجمعة 10 كانون الثاني 2025

شارك المقال

اللبنانيون منشغلون بصهر الرئيس

من البديهي أن تستحوذ التساؤلات حول عائلة الرئيس جوزيف عون على حصة واسعة من تفاعل اللبنانيين
من البديهي أن تستحوذ التساؤلات حول عائلة الرئيس جوزيف عون على حصة واسعة من تفاعل اللبنانيين

اعتاد اللبنانيون منذ زمن الإقطاع على حكم العائلات والتوارث وتوزيع المناصب على الأولاد والأقارب. لذلك إن وصول أي شخص إلى سدة المسؤولية، أو حتى مجرد توليه منصباً عادياً، يعتبر فرصة ليغوص الناس في حياته الشخصية والتعرّف على أفراد العائلة الذين يتحولون من أشخاص عاديين إلى شخصيات عامة و public figures.
إذا أضفنا الحشرية الطبيعية، يصبح من البديهي أن تستحوذ التساؤلات حول عائلة الرئيس جوزيف عون على حصة واسعة من تفاعل اللبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنّ حياة الرئيس الشخصيّة منذ توليه قيادة الجيش، ظلّت بعيدة عن الأضواء.
من بين جميع أفراد العائلة، باستثناء السيدة الأولى نعمت عون، كان اهتمام اللبنانيين منصبّاً على معرفة ما إذا كان للرئيس صهر. في العرف الشعبي اللبناني، فالصهر يعرف بسندة الظهر، أما في العرف السياسي فالصهر قد يكون حملاً على ظهر الشعب. تتعدّى أهمية الصهر الحدود اللبنانيّة. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب، اتكل على صهره جاريد كوشنير خلال ولايته السابقة كأحد كبار مستشاريه. أما في ولايته الجديدة المرتقبة، فإختار والد صهره اللبناني مسعد بولس كمستشار رفيع لشؤون الشرق الأوسط. وإذا كان للمصاهرة تأثير على رئيس أقوى دولة في العالم، فلا غرابة بأن يولي اللبنانيون الأصهرة أهمية استثنائية.
اعتاد اللبنانيون بعد الطائف على أصهرة الرؤساء. فارس بويز استلم حقيبة الخارجية ودخل مجلس النواب في عهد عمه الرئيس الياس الهراوي، والياس المر، نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية السابق في عهد عمّه اميل لحود. في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان، تمتع صهره وسام بارودي بنفوذ خدماتي، وإن لم يدخل المعترك السياسي بشقيه النيابي والوزاري. أما الصهر الأبرز والأشهر فهو جبران باسيل، صهر الرئيس السابق ميشال عون، الذي منح المصاهرة أبعاداً جديدة، منذ ما قبل تولّي عمه سدة الرئاسة. فهو المعني بالجملة الشهيرة لعون «لعيون صهر الجنرال ما تتألف الحكومة».
تبقى تجربة باسيل الأكثر رسوخاً في عقل اللبنانيين، وهو ما شكّل ركيزة تفاعل اللبنانيين وتساؤلاتهم حول صهر الرئيس الجديد. فقد كان طيف نائب البترون حاضراً في غالبية التعليقات، ولعله كان ملهمها من الأساس. فهل يكسر العهد الجديد هاجس اللبنانيين بأصهرة الرؤساء أو أن لكل عهد صهر؟.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي