تضامناً مع غزة... الإضراب يعمّ الضفة والقدس

رام الله | عمّ الإضراب الشامل، أمس، مناحي الحياة كافة في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلّتَين وقراهما، استجابةً لفعاليات الإضراب العالمي نصرةً لغزة، وحداداً على شهدائها، وللمطالبة بوقف حرب الإبادة على القطاع. وفي مشهد يُذكّر بالانتفاضة الفلسطينية الأولى، أَغلقت المحال التجارية أبوابها، وخلت الشوارع من الحركة في ساعات الصباح، بينما أعلنت المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة تعطيل الدوام، استجابةً للإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين، وأيّده مجلس «اتحاد نقابات أساتذة وموظّفي الجامعات».
وأكّدت هذه القوى أن الإضراب يأتي في إطار «الرفض الشعبي لحرب الإبادة والتهجير الجماعي بحقّ أبناء شعبنا»، داعيةً إلى أوسع مشاركة فيه، بما يشمل المتضامنين وأحرار العالم، من أجل «رفع الصوت وتسليط الضوء على المجازر المتواصلة بحق المدنيين من أطفال ونساء».
ووسط حشد ودعوات من الفعاليات والنقابات والاتحادات، خرجت، منتصف نهار أمس، مسيرات جماهيرية جابت شوارع المدن، ورفع فيها المشاركون لافتات وردّدوا هتافات مناصرة لغزة والمقاومة فيها. كما ندّدوا بجرائم الاحتلال، وبالمواقف العربية والإسلامية والدولية العاجزة عن وقف المقتلة في القطاع. وسبقت الإضراب والمسيرات، حملة تحشيد على منصات التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع مسيرات من حول العالم للضغط على الحكومات وإجبارها على التحرّك بشكل جادّ لوقف المجزرة الإسرائيلية.
شهدت رام الله المسيرة الأضخم والأكبر منذ بداية العدوان على غزة
وفي القدس، أَغلقت المحالّ التجارية والمدارس أبوابها، وخلت الشوارع إلّا من بعض المارّة، فيما انتشرت قوات الشرطة الإسرائيلية في أنحاء المدينة. وشهدت مدينة الناصرة في الداخل المحتلّ، هي الأخرى، وقفةً احتجاجية شارك فيها العشرات من الأهالي والناشطين السياسيين، والذين رفعوا أعلاماً سوداً ولافتات مندّدة بالحرب ومطالِبة بإيقافها. وأمّا في الضفة، فقد شهدت رام الله المسيرة الأضخم والأكبر منذ بداية العدوان على غزة، حيث خرج الآلاف إلى وسط المدينة وجابوا لاحقاً شوارعها، مطالبين بتحرّك السلطة لدعم غزة. وخلال المسيرة، اعتدى عناصر أمنيون على بعض المشاركين بالعصي، واعتقلوا اثنين منهم، فيما لوحظ انتشار مكثّف لعناصر الأمن بلباس مدني في صفوف المتظاهرين.
وعلى هذه الخلفية، استنكرت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة، في بيان، إقدام «أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، على اعتقال عدد من الشبان من داخل المسيرة التضامنية مع أهلنا في قطاع غزة، وذلك قرب دوار المنارة في مدينة رام الله، والاعتداء على المشاركين، ومن بينهم فتاة، على يد عناصر أمنيين بلباس مدني». وقالت اللجنة إن «ما جرى ليس مجرّد تجاوز فردي، بل هو سلوك ممنهج يكشف الوجه القمعي لأجهزة السلطة التي باتت ترى في كل صوت حرّ خطراً على وجودها، وتتعامل مع أبناء شعبها وكأنهم أعداء»، معتبرة أن «الاعتداء على مواطنين خرجوا نصرةً لغزة تحت القصف، واعتقالهم بهذه الطريقة الهمجية، هما خيانة صريحة للقضية الوطنية، وتساوق مع سياسات الاحتلال التي تسعى إلى إسكات الشارع الفلسطيني وكسر إرادته».