مع تصعيد إيران حملتها ضدّ الأحزاب الكردية المعارضة في شمال العراق، وتلويح تركيا بعملية عسكرية جديدة ضدّ القوى الكردية في شمال سوريا وشرقها، وتتالي الأزمات التي يواجهها حُكم آل برزاني في كردستان، تعود القضية الكردية إلى الواجهة، مُجلّية عقم الرهانات التي لجأت إليها القيادات الكردية على مرّ السنوات الماضية. صحيح أن أبناء هذه القومية عانوا مظالم تاريخية في بعض مناطق انتشارهم، وصحيح أيضاً أن عملية دمجهم في إطار الدولة الوطنية فشلت في كثير من الأحيان، إلّا أن نخبهم وجدت في ذلك مبرّراً للتحوّل إلى مطيّة للولايات المتحدة لتنفيذ مشاريعها في المنطقة، والانخراط في لعبة محفوفة بالمخاطر مع العدوّ الإسرائيلي، عبر تقديم منصّة سهلة للأخير يستطيع من خلالها ضرب القوى والدول المناهضة له. هكذا، كثّرت القوى الكردية أعداءها، ساحبةً الأكراد خلفها نحو حلم تدرك أنه مستحيل التحقق، ومُراكِمةً في رصيدها المزيد من الخيبات والخسارات، إلى حدّ يَصلح معه قول الشاعر الكردي، حسن محمد، في قصيدته السقوط: «وإلى الآن ما زلت أسقط...»