عودة انقلابات «الإمبراطورية»: فنزويلا تقاتل عن العالم
إنها الساعة الصفر التي انتظرتها الولايات المتحدة بفارغ الصبر للانقضاض على الثورة البوليفارية التي كانت فاتحة عهد الاستقلال اللاتيني، وركيزة انطلاق المشروع المناهض لسياسات الاستعباد بحق نصف مليار نسمة، وتحويل أكثر من عشرين مليون كلم مربع إلى حديقة خلفية معزولة عن الخريطة السياسية الدولية. تغيّرت الأزمنة كثيراً منذ 11 أيلول/ سبتمبر 1973. فلم تعد المخابرات المركزية الأميركية، عند تنفيذ برامجها لإسقاط الأنظمة، بحاجة إلى إخفاء دعمها للانقلابيين كما اضطرت إلى أن تفعل مثلاً خلال انقلاب الجنرال بينوشيه على حكومة الرئيس سيلفادور الليندي المنتخبة. اليوم، ينزل الانقلابيون علناً، وكأنهم ذاهبون إلى حفل عام، ويقفون أمام حشود المؤيدين، ليعلن أحدهم خلع الرئيس المنتخب ديمقراطياً بإرادة أغلبية المواطنين، وتسلّمه للسلطة رئيساً انتقالياً للبلاد. ولا يكاد هذا «الأحدهم» ينزل عن المنصة حتى يكون رئيسُ الولايات المتحدة شخصياً أول مهنئيه، مُعلناً منحه الشرعية واعتراف «الإمبراطورية» به، قبل أن يتسابق الحكام الفاسدون في الدول الدائرة في الفلك الأميركي إلى الإقرار بما يراه البيت الأبيض. هذا تماماً كان سيناريو الانقلاب المتلفز الذي شاهده الملايين عبر العالم في بثّ حي ومباشر من العاصمة الفنزويلية كاراكاس، أوّل من أمس. ردود الفعل تراوحت بين الإدانة والتأييد بحسب المرجعية الأيديولوجية لصاحبها. ومع ذلك، فإن الجميع اشترك في وصف الأوضاع الاقتصادية المتردية التي انتهت إليها فنزويلا، وصعوبات العيش التي يعاني منها المواطن الفنزويلي العادي بعد عشرين عاماً على تولّي هوغو تشافيز السلطة في البلاد، وإطلاقه ثورته البوليفارية