توازياً مع تحذيرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإعطائه مهلة لدمشق لسحب الجيش السوري من محيط نقاط المراقبة التركية في شمال غرب سوريا، حاصر الجيش السوري نقطة تركية جديدة قرب بلدة تل طوقان، في ريف إدلب الشرقي.وقال اردوغان في خطاب في أنقرة: «تقع اثنتان من نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التابعة لنا خلف خطوط النظام. نأمل أن ينسحب بعيداً عن مراكز المراقبة هذه قبل نهاية شباط/ فبراير. وإذا لم ينسحب النظام، فإن تركيا ستتكفل ملزمة بذلك».
ووفق التطورات الميدانية اليوم، فإن 4 مواقع تمركزت فيها القوات التركية في ريفي إدلب وحلب، باتت مطوّقة من قبل وحدات الجيش السوري، وهي في مورك (ريف حماة) وصرمان ومعرحطاط (جنوبي معرة النعمان/ انسحب منها الجنود الأتراك) وتل طوقان. كذلك، فإن 4 نقاط تركية مستحدثة في محيط مدينة سراقب باتت على خط التماس مع الجيش السوري.
وأوضح أردوغان أنه نقل فحوى رسالته خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، واصفاً استهداف قوات بلاده من قبل الجيش السوري بأنه «منعطف» في النزاع السوري.
وقال الرئيس التركي: «لن نسمح للأمور بأن تستمر كما كانت في السابق، بعدما تمت إراقة دماء جنود أتراك... سنرد من دون أي إنذار على أي هجوم جديد ضد عسكريينا أو ضد المقاتلين (السوريين) الذين نتعاون معهم».
وأضاف أن «قواتنا الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتنا وفي إدلب، وستقوم بعمليات عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة».
ولمّح أردوغان إلى أن بلاده تنوي السيطرة على تل رفعت، بالقول إنه «يجب تطهير تل رفعت من الإرهابيين على الفور وتسليمها لأبناء الشعب السوري، حيث تعدّ كالورم في منطقة درع الفرات، ولا بديل من انتزاع التنظيم الإرهابي منها لإحلال الأمن والسلام في عموم منطقة درع الفرات».
ولفت إلى أن بلاده ستنشر منظومة الصواريخ «حصار إيه» المحلية الصنع بالسرعة القصوى على الحدود السورية، وأن ذلك سيسهم في سدّ نقص مهم هناك.


دمشق: أردوغان يحمي الإرهاب
ندّد مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية بتصريحات أردوغان، معتبراً في بيان نقلته وكالة «سانا» الرسمية أن «ما يقوم به أردوغان هو حماية أدواته من المجموعات الإرهابية التي قدم لها وما يزال مختلف أشكال الدعم».
وقال المصدر إن تصريحات «رأس النظام التركي تؤكد مجدداً نهج الكذب والتضليل والمراوغة الذي يحكم سياساته وعدم احترامه لأي التزام أو اتفاق، سواء في إطار استانا أو تفاهمات سوتشي أو موجبات اتفاق أضنة».
وأضاف المصدر أن «اتفاق أضنة يفرض التنسيق مع الحكومة السورية باعتباره اتفاقاً بين دولتين، وبالتالي لا يستطيع أردوغان وفق موجبات هذا الاتفاق التصرف بشكل منفرد».
ورغم التحذيرات التركية، واصل الجيش السوري التقدم في ريف إدلب، اليوم، وتمكن من السيطرة على أكثر من 20 قرية وبلدة في المحافظة. كذلك، لم يتوقف نشاط سلاحي الجو والمدفعية، إذ استهدفا مواقع عديدة في ريفي حلب وإدلب.