ريبيكا عقل: رَفَضت عَرضيْن خارجييْن ولم أشبع بعد من الألقاب

ليس من فراغ أن تكون ريبيكا عقل أفضل لاعبة في لبنان والمنطقة. نجمة منتخب لبنان تواصل التحضير في فترة التوقف (الصيف) كما لو أنها في منتصف الموسم. تدريبات بدنية وأخرى في ملعب كرة السلة لكي تحافظ على جاهزيتها البدنية للاستحقاقات والمواسم المقبلة. وتقول عقل في حديثها مع «الأخبار»: «في فترة توقف الدوري أواصل العمل لكي أبقى بالجاهزية المطلوبة، خاصة أن لدينا استحقاقاً مع المنتخب خلال الفترة المقبلة». وتتحضّر ريبيكا لخوض منافسات المرحلة الأولى من تصفيات كأس العالم لكرة السلة للسيدات، وهي التي سجّلت السلة الحاسمة التي أبقت منتخب لبنان ضمن الفئة (A) في القارة الآسيوية قبل أشهر.
(محمد حجازي)

وحول مشاريعها للموسم المقبل بعد أن أحرزت لقب بطولة لبنان مع الرياضي ـ بيروت الموسم الماضي تقول عقل: «انتهى عقدي مع النادي الرياضي، والآن هناك مفاوضات مع أكثر من فريق، بينها الرياضي وهومنتمن وعازور الصاعد حديثاً إلى دوري الدرجة الأولى. هذه كلها خيارات بالنسبة إلي، وسأكون في المكان الأنسب والتشكيلة القادرة على الذهاب بعيداً، خاصة أن هدفي هو الفوز بالبطولة».
وتبدو اللاعبة اللبنانية مصمّمة على البقاء في لبنان الموسم المقبل: «هذا الصيف تلقّيت عرضين من أندية أوروبية، ولكن على المستوى المادي لم أكن راضية. ويمكن أن أقول إن الوضع مع الأندية اللبنانيّة جيد مادياً في الفترة الأخيرة، ونحن قادمون على بطولة فيها لاعبتان أجنبيتان مع كل ناد الموسم المقبل في لبنان، وبالتالي المستوى سيكون أفضل، والمنافسة أقوى وهذا أمر جيّد لنا وللعبة بشكل عام».
تمتلك ريبيكا عقل موهبة استثنائية، والدليل على ذلك أنها مكان تواجدها تكون الإنجازات. وهي التي قالت عنها لاعبة كرة السلة الأميركية آنجيل ماكاوثري إنها قادرة على اللعب في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفات، ولكنها ربما دفعت ثمن عدم الإيمان بكرة السلة النسائية في لبنان منذ سنوات، لذلك خرجت إلى الاحتراف متأخّرة، وهي تقول في هذا الإطار: «لقد تربيت وتعلّمت وكبرت في لبنان. ثقافة احتراف كرة السلة بالنسبة إلى السيدات ليست موجودة. والإمكانات لم تكن متقدمة خاصة إذا عدنا بالسنين قليلاً إلى الوراء مقارنة بأميركا أو أوروبا. يضاف إلى كل هذا أنه لم تكن لديّ علاقات مع الخارج لكي أخرج وأحترف كرة السلة في أميركا أو أوروبا. في عمر 26 سنة تمكّنت من الاحتراف في الخارج وأوروبا تحديداً، والأكيد لو الوضع كان مختلفاً، أو لو ذهبت إلى أميركا في عمر 18 سنة لكان الوضع مختلفاً تماماً. ولكن أنا راضية، وإذا نظرنا إلى الوراء يمكن أن أقول إن مسيرتي مميزة جداً. حقّقت حلماً هو أن ألعب في أوروبا وفي بطولة «euro cup»، وأنا أحقّق نتائج مميزة مع الأندية المحلية ومع منتخب لبنان، وأظن أن المثابرة التي أمتلكها، والطريق الصعب الذي تجاوزته ووصلت عبره إلى أوروبا، كل ذلك سيكون مثالاً للاعبات الصغيرات. وأتمنى أن أكون قد فتحت الباب أمامهن ليتألّقن في المستقبل».


مسيرة مميزة، ولكن ليس لعب كرة السلّة هو الشيء الوحيد الذي تقوم به ريبيكا عقل، إذ بدأت بالتدريب على مستوى الأكاديمية التي تملكها مع أخويها ـ لاعبي كرة السلة أيضاً ـ رودريغ ورالف. «أعمل أنا وأخواي رودريغ ورالف في الأكاديمية التي أسّسناها قبل حوالي 12 سنة. بدأت الفكرة بمخيم صيفي لمحبي كرة السلة، وتحوّلت إلى أكاديمية Brainers Basketball Academy ، والهدف كان إعطاء الفرصة للأولاد الذين يحبون احتراف كرة السلة. نحن نأتي من عائلة رياضيّة، فالانضباط مهم وكذلك القوانين. نعمل على وضع اللاعبين الصغار في بيئة محترفة ليكونوا لاعبين مميزين وأشخاصاً صالحين في المجتمع». وتعمل عقل حاليّاً مع اللاعبات الصغيرات السن: «تركيزي في الأكاديمية على اللاعبات الصغيرات. أحب العمل معهن، خاصة أن أي كلمة أقولها يمكن أن تؤثر فيهن. أعطي اللاعبات من خبرتي في كرة السلة والتجربة التي اكتسبتها على مر السنين. وأسعى إلى أن أساعد أيضاً خارج ملعب كرة السلة. هناك جيل صاعد مميز ويحب كرة السلة والآن لديه الإمكانات والوسائل التي تساعده على العمل والتطور أكثر من السابق، وأتمنى أن يتطور هؤلاء ليمكّنوا من أخذ المنتخب إلى الألقاب وإلى مكان بعيد».
وحول إذا ما كانت لا تزال متعطّشة للفوز بالألقاب، تؤكد ريبيكا عقل: «أفضل شعور أن تفوز. وعند كل فوز تشعر بأنها أول مرة. لم أكتفِ من الفوز بعد، وأريد كل يوم أن أحقّق إنجازات سواء لنفسي أو للناس الذين يتابعون ريبيكا. لديّ الكثير من الأهداف لتحقيقها، وأتمنى أن أفتح الطريق أمام اللاعبات الصغيرات».

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي