زينة حداد

الجمعة 18 تشرين اول 2024

شارك المقال

آخر العلاج السخرية... من القنوات المتصهينة


مع اشتداد المعارك القتالية في الجنوب اللبناني، ظهرت صفحات جديدة على منصة X تسخر من بعض الإعلام المحلّي والعربي الذي يروّج لسردية العدو الإسرائيلي، بجرعة كبيرة من التهكّم وحسّ الفكاهة، وبطريقة ناجعة عرّت هذا الإعلام وتواطؤه في الحرب. وانصرفت هذه الحسابات إلى نشر أخبار عاجلة تسخر من تغطية الإعلام المتصهين للحرب الإسرائيلية على لبنان.

وبعد صفحة mtv jews الساخرة من قناة mtv وأخبارها المروّجة للاحتلال، انضمت إليها أول من أمس «سكاي بلوز عربيّة» التي تعرّي قناة «سكاي نيوز عربية» الإماراتية المطبّعة التي تعدّ بوقاً دعائياً لقوات الاحتلال. كما عادت إلى الواجهة صفحة LBCI Lebanon Feus التي تستهزئ من تغطية قناة lbci المحلية، التي أظهرت في المدة الأخيرة غياب مصداقيتها في نشر أخبار العدو من دون أي مسافة نقدية، إلى جانب ترويج الشائعات التي تصبّ ـ بوعي أو من دون وعي ــ في خدمة الحرب النفسية الإسرائيلية على اللبنانيين.
هكذا، انشغل الفضاء الافتراضي بالأخبار العاجلة التي نشرتها الصفحتان الساخرتان، إلى درجة أنّ المتابع اعتقد في البداية أنّ تلك الأخبار صحيحة، وخصوصاً أنّ الصفحتين تحملان اللوغو الرسمي للقناتين، مع تغيير بسيط في اسميهما فقط. ونشرت صفحة «سكاي بلوز عربية» مجموعة أخبار ساخرة من بينها «نديم صهيون قطيش: ما حصل مع لواء غولاني اليوم هو صيبة عين وحسد». وأضافت في خبر عاجل آخر إن «الاقبال الشديد على مستشفى رامبام دليل على تطور القطاع الطبي في إسرائيل على عكس ما يُشاع».
من جانبها، فعّلت صفحة LBCI Lebanon Feus أخبارها الساخرة من lbci، إذ واكبت أخبار المعارك الدائرة بين المقاومين والعدو في منطقة اللبونة (جنوبي لبنان) والتي أوقعت عشرات القتلى في صفوف المحتل. وأوردت الصفحة في أخبارها العاجلة: «قام بعض الشبان في منطقة اللبونة بإشعال النار للتدفئة». وألحقته بخبر آخر «تحضيرات إسرائيلية لاستعادة القنيطرة والالتفاف على الأراضي المحتلة اللبنانية لتحريرها». وراحت تنشر صور احتراق الدبابات الإسرائيلية من منطقة اللبونة الحدودية، ساخرة «تعرّض 100 جندي إسرائيلي لحوادث انزلاقات وإصابات عضلية أثناء لعبة التنس». أما التغريدة الأكثر سخرية فكانت «رسمياً جيش الدفاع الإسرائيلي يفرض حصاراً بحرياً على مدينة بعلبك». مع العلم أنّ لا حدود بحرية للبقاع، في إشارة إلى غباء القنوات المحلية في نشر أخبار المناطق اللبنانية.
باختصار، سخّفت الصفحات الساخرة من القنوات اللبنانية والعربية التي تنشر أخبارها عن العدو كأنّنا بها علبة بريد، وأضفت بعض الفكاهة على المعركة الإعلامية، التي تسير بالتوازي مع المعركة القتالية لتحرير الأرض.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي