دورتموند يعود بقوّة
لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، بروسيا دورتموند مستمرّ في نسقه المتصاعد منذ تعيين السويسري لوسيان فافر مدرباً للفريق في الموسم الماضي. صيفٌ حافل عرفه أسود الفيستيفال، جاء إثره البلجيكي ثورغان هازار مقابل 25.5 مليون يورو، ثم الموهبة الشابة جوليان براندت، صانع ألعاب باير ليفكروزن السابق مقابل 22.5 مليون يورو، إضافةً إلى الظهير الأيسر لنادي هوفنهايم، نيكولاس شولز، بنحو 23 مليون يورو. رغم احتواء الفريق العديد من المواهب الشابة، لم يكن المسار سهلاً إثر تقلبات كثيرة على صعيد الأداء والنتائج. مشاكل عديدة واجهها فافر هذا الموسم انحصر أغلبها في صعوبة ترجمة الفرص إلى أهداف، غير أن ذلك تغيّر بعد استقدام المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند في الانتقالات الشتوية من نادي سالزبورغ النمساوي، ما أعاد الفريق إلى المنافسة من جديد.
النسق العالي لدورتموند قبل تعليق الدوري، استمرّ بعد الاستئناف حيث اكتسح ضيفه وغريمه التقليدي شالكه برباعية نظيفة في المباراة التي جمعتهما على ملعب سيغنال إيدونا بارك. افتتح هالاند التسجيل في الدقيقة 29 ثم أضاف البرتغالي رافاييل غيريرو الهدف الثاني في الدقيقة 45. وفي الشوط الثاني، عزّز البلجيكي ثورجان هازارد النتيجة بهدفٍ ثالث في الدقيقة 48، ليختتم غيريرو اللقاء بهدفه الثاني والرابع للفريق في الدقيقة 63. هكذا، رفع بروسيا دورتموند رصيده إلى 54 نقطة في المركز الثاني بفارق 4 نقاط عن المتصدر بايرن ميونخ، في حين تجمد رصيد شالكه عند 37 نقطة.
لايبزغ يتعثّر ومونشنغلادباخ يقنع
فرض لايبزغ نفسه في فترةٍ قصيرة بين كبار الأندية الألمانية، وقد زادت حظوظه في تحقيق الدوري منذ قدوم المدرب الشاب جوليان ناغلسمان. رغم تشكيل نجوم الفريق مطلباً دائماً لكبار الأندية الأوروبية، تمكّنت الإدارة من الحفاظ على أغلب العناصر ودعّمت المنظومة بأسماء بعيدة عن الضوء الإعلامي ليدخل لايبزغ سباق اللقب برفقة بايرن ميونيخ ودورتموند. المسار الثابت للفريق قبيل تعليق الدوري «تعثَّر» بعد الاستئناف، حيث تعادل لايبزغ على أرضه أمام فريق فرايبورغ بهدف لآخر، مع إلغاء هدف للضيوف في الدقيقة الأخيرة من اللقاء بعد الاحتكام لتقنية المراجعة بالفيديو VAR. رغم ذلك، يبقى لايبزغ من الأندية الثلاثة المرشحة للتتويج باللقب، بانتظار معرفة مدى «طول نفس» مونشنغلادباخ الذي يقدّم موسماً كبيراً بدوره برفقة المدرب ماركو روز.
وفي مباراة أخرى، حقّق بروسيا مونشنغلادباخ عودة قوية وتغلّب على مضيفه آينتراخت فرانكفورت بنتيجة (3-1)، ليرفع بذلك رصيده إلى 52 نقطة في المركز الثالث بينما تجمّد رصيد آينتراخت فرانكفورت عند 28 نقطة في المركز الـ13.
بايرن ميونيخ يعزّز الصدارة
هو موسم الحقيقة للنادي البافاري، بعد أن اتّجهت الإدارة إلى سياسةٍ جديدة تقضي بشراء النجوم من خارج الدوري الألماني، لجلب إمكانيات تتوافق مع متطلّبات الهدف الرئيسي لهذا الموسم والمواسم المقبلة، وهو التتويج بدوري أبطال أوروبا.
لتحقيق ذلك، كسر بايرن ميونيخ الرقم القياسي لصفقات البوندسليغا بعد أن استقدم مدافع أتلتيكو مدريد الفرنسي لوكاس هيرنانديز مقابل 80 مليون يورو، إضافةً إلى لاعبين آخرين أضافوا الجودة إلى المنظومة مثل بينجامين بافار، فيليبي كوتينيو وإيفان بيريزيتش. عرف الفريق بعض التقلبات خلال الموسم فتمّت إقالة المدرب السابق نيكو كوفاتش ليخلفه هانس ديتر فليك، مدرب الفريق الحالي. تحسّنت النتائج مع هذا الأخير، غير أن سياسة الإدارة الجديدة في استقدام اللاعبين من الخارج وليس من ألمانيا، فتحت أفقاً لتحسّن باقي الأندية الألمانية على الصعيد الفني، ما صعّب المهمّة أمام النادي البافاري. رغم الصعوبات، عاد بايرن بقوة بعد استئناف التعليق معزّزاً صدارته لجدول البوندسليغا بفوزه الثمين خارج أرضه على يونيون برلين بنتيجة (2-0).
رفع بايرن ميونيخ رصيده في الصدارة إلى النقطة 58، متفوّقاً بفارق 4 نقاط عن دورتموند الثاني
نجح المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي في تسجيل هدف التقدّم للفريق البافاري في الدقيقة 40 عن طريق ركلة جزاء، لينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة. وفي الشوط الثاني، أضاف المدافع الفرنسي بنجامين بافار ثاني أهداف الفريق من ضربة رأسية في الدقيقة 81، لينتهي اللقاء بهذه النتيجة. هكذا، رفع بايرن ميونخ رصيده إلى النقطة 58 في صدارة جدول ترتيب الدوري الألماني، متفوّقاً بفارق 4 نقاط عن دورتموند الثاني، في حين توقف رصيد يونيون برلين عند 30 نقطة في المركز الثاني عشر.
وفي مباريات أخرى، تغلّب هيرتا برلين على مضيفه هوفنهايم بثلاثية دون رد، وفولفسبورغ على أوغسبورغ (2-1)، بينما تعادل فورتونا دوسلدورف مع بادربورن سلبياً، وتعادل كولن مع ضيفه ماينز (2-2).
المنافسة لا تزال محتدمة بين فرق المقدمة، ما ينبئ بامتداد الصراع حتى أمتار الدوري الأخيرة، في حال استمر.
نوير باقٍ في بافاريا
أعلن كارل هاينتس رومينيغه، الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ متصدر الدوري الألماني لكرة القدم، يوم الأحد الفائت أنه «متفائل بحذر» بخصوص موضوع تمديد حارس مرمى النادي الدولي مانويل نوير لعقده الذي ينتهي في حزيران/ يونيو 2021. وقال الرجل القوي في النادي البافاري: «أنا متفائل بحذر بأن مانويل سيوافق بسرعة على عرض بايرن»، وذلك خلال حديث إلى قناة سكاي دويتشلاند قبل مباراة فريقه مع أونيون برلين في المرحلة السادسة والعشرين من البوندسليغا، وهي الأولى لحامل اللقب في الأعوام السبعة الأخيرة بعد توقف لمدة شهرين بسبب فيروس كورونا المستجد. وأضاف «مانويل يعرف ما لديه في بايرن وبايرن يعرف ما لديه في مانويل نوير. إنه زواج يجب أن يستمرّ في المستقبل».
وأبدى نوير بدوره تفاؤله بهذا الشأن عقب الفوز على اونيون برلين (2-صفر)، وقال: «كارل هاينتس رومينيغه يعرف ذلك. أنا سعيد كوني ألعب في بايرن ميونيخ، نحن متفائلون، ولكن لم نوقّع حتى الآن على أيّ شيء وليس هناك ما يجب الإعلان عنه».
وبدا أن المفاوضات بين النادي البافاري وعملاق عرين المانشافت (34 عاماً و92 مباراة دولية) وصلت إلى طريق مسدود في منتصف نيسان/ أبريل الماضي، ولم يكن نوير راضياً عن تسريب تفاصيل متعلّقة بالمفاوضات بشأن تمديد عقده لوسائل الإعلام.
وبحسب وسائل الإعلام الألمانية، يطالب نوير بتمديد عقده حتى عام 2025، فيما يرغب بايرن في تمديده حتى عام 2023 حيث سيكون عمر الحارس 37 عاماً، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، طلب وكيل أعماله توماس كروث راتباً سنوياً قدره 20 مليون يورو، وهو أعلى بكثير من العرض المقدّم من بايرن.