يوضح أمل أبو زيد، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية، أن «العلاقات الاقتصادية بين لبنان وروسيا ليست قوية بما فيه الكفاية، لأسباب سياسية في المقام الأول. إذ إن هناك استخفافاً لبنانياً بالتعامل مع روسيا وكأنها سوق غير مهمّة للصادرات اللبنانية، رغم أن روسيا والدول المحيطة بها توفّر سوقاً استهلاكية ضخمة تضم أكثر من 250 مليون نسمة». ورغم وجود لجنة حكومية اقتصادية مشتركة تأسّست عام 1998، وعقدت اجتماعات دورية سنوية في من بيروت وموسكو اعتباراً من عام 2011، فإن «العلاقات لم تُفعّل بالشكل اللازم من الجانب اللبناني. هناك عدد من الاتفاقيات الجاهزة والمحضّرة من قبل الجانبين منذ أكثر من 3 سنوات، لكن لم يتفق الجانب اللبناني ولو على واحدة منها لإقرارها» يقول أبو زيد.
واقع انعكس سلباً على حجم العلاقات بين البلدين من النواحي الاقتصادية والتجارية. ويكشف أبو زيد أن «عدد رجال الأعمال اللبنانيين العاملين في روسيا محدود جداً، ونوعية النشاطات التي يستثمرون فيها بسيطة، باستثناء حالة أو حالتين فقط في قطاع النفط والغاز. وكلّ رجال الأعمال اللبنانيين في روسيا هم من ممن تابعوا تحصيلهم العلمي في روسيا واستقرّوا فيها».
اهتمام روسي متزايد بالاستثمار في قطاع النفط والغاز في لبنان
يقلّل رئيس مجلس الأعمال اللبناني ــــ الروسي جاك صراف من شأن تأثير العقوبات الأميركية والأوروبية الأخيرة على روسيا «لأن العقوبات مفروضة على روسيا منذ عام 2014، ولم تؤثر في التعاون بيننا وبينهم. وفي حال طالت الأزمة وتعمقت، فالروس مهيّأون للتعامل معها وسيبتكرون الوسائل التي ستسمح لهم بالتقليل من آثارها». فيما لفت أبو زيد إلى أن «العقوبات لم تشمل كل المصارف والمؤسّسات الروسية. ولكن حتى قبل صدور أي عقوبات، لم يكن لبنان يقبل بإجراء أي تحويلات مالية بين البلدين. والعديد من التجار اللبنانيين فتحوا منذ زمن اعتمادات في مصارف خارج لبنان للتعامل مع الشركات الروسية»، مشيراً إلى أن «العقوبات دائماً تتضمن ثغرات لتسهيل بعض التعاملات، وخاصة تلك التي تعنى بالجوانب الإنسانية كالقمح والمشتقات النفطية».
وبحسب رئيس تحرير مجلة موقع «الإعمار والاقتصاد»، حسن مقلّد، فإن «الروس مهتمون جداً بالاستثمار في لبنان وعلى نطاق واسع، ولا سيما في مجالَي النفط والغاز»، وخصوصاً شركة «بلوك سرفيس» التي قدّمت عرضاً للبنان لإنشاء مصفاة لتكرير النفط والغاز في الزهراني، لافتاً إلى أن ممثلي الشركة أتوا إلى لبنان وآخر زيارة لهم كانت منذ نحو 10 أيام». وأكد أن «أطرافاً عدة داخلية تحاول عرقلة المشاريع الروسية في لبنان».