التدخّل الألماني في العمل السياسي اللبناني علني، فلا يمرّ يومٌ لا يسامر فيه سفير ألمانيا في بيروت أندرياس كيندل سياسيين لبنانيين «تغييريين»، أو «التغييريين الجدد» من الحرس القديم الذين تنصّلوا من تاريخهم واعتنقوا الثورة في تشرين 2019. الإنفاق السياسي للمؤسسات الحزبية الألمانية لا يُخفي ذلك، إذ تتدخّل في ترشيد السياسات وخلق البدائل التي تراها مناسبة لشعوب بلداننا «المنفتحة» على التمويل. في ملف اليوم نستذكر الوثيقة الاستراتيجية المسرّبة للمكتب الإقليمي لمؤسسة «المجتمع المنفتح»، والتي تذكر دوراً للألمان، خاصة «هاينريش بُل»، ونرى كيف يُترجم ذلك في أنشطة المؤسسة. كما نطّلع على بيانات إنفاق المؤسسات الألمانية في المنطقة. المفارقة هي أن هذه البيانات تم كشفها بناءً لطلب نائب في البوندستاغ من أقصى اليمين الألماني، لأنه لا يريد أن تنفق ألمانيا مال الألمان على غير الألمان إن لم يمنع ذلك تدفّقهم كلاجئين إلى بلاده