اشتداد المعارك وتصعيد عسكري ضد الجيش
طرابلس ـ الأخبار
دخلت الجولة العسكرية الـ 20 في طرابلس يومها الحادي عشر. وتواصلت امس عمليات استهداف الجيش اللبناني، بتفجير عبوة ناسفة باحدى دورياته. في موازاة اشتداد المعارك على مختلف محاور القتال. واشيع ليلا ان قادة من المحاور استجابوا للاتصالات، واعلنوا التزامهم وقفا لاطلاق النار.
وكان اللقاء الوطني الاسلامي قد عقد اجتماعا استثنائيا مساء أمس، اعلن بعده النائب محمد كبارة اجراء «اتصالات مع قيادة الجيش في الشمال، وفاعليات منطقة التبانة ومحيطها، وطالبنا بوقف اطلاق النار ابتداء من العاشرة مساء (أمس). وعلى الجيش ان يرد على مصادر النيران من اي جهة اتت».
سبق ذلك اجتماع لنواب طرابلس في منزل كبارة، صدر على اثره بيان رأى أن «على الجيش ان يقوم بواجباته في الرد على مصادر النار واتخاذ الاجراءات التي تسهم في وقف هذه الاعتداءات». وطالب النواب الجيش «بعدم الانكفاء، وخصوصا انه مغطى سياسيا ومحليا. وبالحزم بعدالة وتوازن». واستنكر النواب الاعتداءات التي يتعرض لها الجيش، داعين الى الاقتصاص من الفاعلين.
وسارع احد قادة المحاور، زياد علوكي، للرد على كبارة، وقال «نحن غير معنيين بأي وقف لاطلاق النار، ولا علاقة لنا باجتماع كبارة»، الا انه سرعان ما عاد مع زميله في قيادة المحاور سعد المصري، وأعلنا انهما توافقا مع أهل باب التبانة على وقف اطلاق النار، لا مع السياسيين. ووجها دعوة الى مناصريهما لوقف إطلاق النار.
ميدانياً، استُهدفت دورية للجيش في محلة البحصاص فجر أمس بتفجير عبوة ناسفة (170 غراما) كانت مزروعة إلى جانب الطريق. ولم تقع إصابات في صفوف العسكريين، لكن العملية بدت تطورا ميدانيا بارزا، اذا انه الاستهداف الأول للجيش من خلال زرع العبوات على الطرق التي تمر فيها دورياته. وقد أعاد ذلك إلى الأذهان التفجيرات التي استهدفت الجيش في طرابلس، على خلفية صدامه مع تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد عام 2007، عندما استهدف تفجيران باصات كانت تقل عسكريين في شارع المصارف، وفي محلة البحصاص.
أما على المحاور، فقد شهد ليل الخميس ـــ الجمعة أعنف المعارك على المحاور التقليدية المحيطة بمنطقة جبل محسن، وتحديداً في باب التبانة والمنكوبين وريفا والقبة والبقار والشعراني وسوق القمح والحارة البرانية وطلعة العمري. واستمر تبادل إطلاق النار بالقذائف الصاروخية بلا انقطاع طيلة 11 ساعة تقريباً، من الخامسة عصراً حتى السادسة صباح الجمعة. وبعد هدنة غير معلنة قبل الظهر، تجددت الاشتباكات بعنف، وسجل سقوط قذيفة كل دقيقة. وأفيد بسقوط عدد من القتلى والجرحى في جبل محسن، كما لقي شخص مصرعه في باب التبانة بعد إصابته برصاص القنص، فضلا عن عدد من الجرحى. كذلك أصيب شخص آخر برصاص القنص في منطقة الغرباء. وجرح شخص في مخيم البداوي اثر سقوط قذيفة فيه.
وحتى ليل أمس كانت حصيلة ضحايا فصول الجولة العشرين أكثر من 25 قتيلاً، و160 جريحاً، إضافة إلى احتراق عدد من المنازل والمحال التجارية والسيارات، ما يجعلها الأعنف والأكثر دموية من بين كل الجولات السابقة.
وترافقت الاشتباكات مع شائعات تبادلها الطرفان عن عمليات اقتحام متبادلة لمواقعهم، في بعل الدراويش والبقار وساحة الأميركان، قبل أن ينفذ الجيش عمليات دهم واسعة في منطقة البقار، حيث تعرّضت دورية له في المنطقة لإطلاق نار، ما أدى إلى تبادل عنيف للنار بين الجيش ومسلحين.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان أن وحداته المنتشرة في مدينة طرابلس، تواصل تنفيذ إجراءاتها الأمنية لضبط الوضع، وتقوم بالرد الفوري على مصادر النيران وأعمال القنص. واعلنت إصابة أربعة عسكريين بجروح مختلفة، كما دهمت هذه الوحدات أماكن مطلقي النار في مناطق القبة - مشاريع الحريري، شارع الأمريكان - جبل محسن، وشارعي البقار والريفا، وضبطت خلالها أسلحة حربية وذخائر وأعتدة عسكرية متنوعة.
من أين يأتي الدعم؟
وقد أدت جولات العنف الدموية وكثافة النيران، الى تداول المعنيين سؤالا عن مصدر هذه الكميات من السلاح والذخائر الموجودة في ايدي المسلحين، ولا سيما أنهم يعيشون في مناطق تعدّ الأفقر على مستوى لبنان. وربطت مصادر سياسية في المدينة بين اشتداد المعارك وطولها، وتصاعد نبرة الخطاب المذهبي والسياسي الحاد، بعد انتكاسات المعارضة المسلحة في سوريا، وخصوصا بعد سقوط مدينة يبرود وقلعة الحصن بيد النظام السوري، في موازاة قطع طريق بلدة عرسال البقاعية.
وأشارت المصادر إلى أن «معارضي النظام السوري في المدينة يحتاجون إلى وقت كي يستوعبوا الانتكاسات الأخيرة التي تعرّضوا لها على الأرض في سوريا، لذلك فهم يحتاجون حالياً إلى إبقاء الاشتباكات مستمرة؛ وكذلك الداعمون لهم سياسياً، الذين يرون أنهم تحت غبار المعارك الدائرة قد يستطيعون تحسين مواقعهم وشروطهم، قبل أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة، ومن أجل احتواء الشارع قبل انقلابه عليهم».
والخشية من تغير مزاج الشارع، ظهرت على شكل انتقادات حادة، وجهها خطباء مساجد في طرابلس إلى السعودية، دون غيرها.
ورأى الخطباء، وبعضهم مقرّب من الجماعة الإسلامية، أن «المسؤولين في السعودية لم يجرؤوا على وضع حزب الله على لائحة التنظيمات الإرهابية التي أصدروها»، وأن حكام العرب والخليج تحديداً «تخاذلوا عن دعم المجاهدين في سوريا»، متوجهين إلى هؤلاء الحكام بالقول: «نعال المجاهدين أشرف من رؤوسكم!».
ودخل «حزب التحرير» على خط انتقاد السعودية، مع أنها لم تدرجه على لائحتها للتنظيمات الارهابية. واتهم الحزب في بيان وزع أمس على أبواب المساجد «أتباع السعودية في لبنان بأنهم انخرطوا في السياسة الأميركية»، ورأى أن السعودية «تعمل على توفير غطاء أكبر للجيش، وزجه في مواجهة مع أهل لبنان، بمنحه مبلغ ثلاثة مليارات دولار لشراء أسلحة فرنسية».
دخلت الجولة العسكرية الـ 20 في طرابلس يومها الحادي عشر. وتواصلت امس عمليات استهداف الجيش اللبناني، بتفجير عبوة ناسفة باحدى دورياته. في موازاة اشتداد المعارك على مختلف محاور القتال. واشيع ليلا ان قادة من المحاور استجابوا للاتصالات، واعلنوا التزامهم وقفا لاطلاق النار.
وكان اللقاء الوطني الاسلامي قد عقد اجتماعا استثنائيا مساء أمس، اعلن بعده النائب محمد كبارة اجراء «اتصالات مع قيادة الجيش في الشمال، وفاعليات منطقة التبانة ومحيطها، وطالبنا بوقف اطلاق النار ابتداء من العاشرة مساء (أمس). وعلى الجيش ان يرد على مصادر النيران من اي جهة اتت».
سبق ذلك اجتماع لنواب طرابلس في منزل كبارة، صدر على اثره بيان رأى أن «على الجيش ان يقوم بواجباته في الرد على مصادر النار واتخاذ الاجراءات التي تسهم في وقف هذه الاعتداءات». وطالب النواب الجيش «بعدم الانكفاء، وخصوصا انه مغطى سياسيا ومحليا. وبالحزم بعدالة وتوازن». واستنكر النواب الاعتداءات التي يتعرض لها الجيش، داعين الى الاقتصاص من الفاعلين.
وسارع احد قادة المحاور، زياد علوكي، للرد على كبارة، وقال «نحن غير معنيين بأي وقف لاطلاق النار، ولا علاقة لنا باجتماع كبارة»، الا انه سرعان ما عاد مع زميله في قيادة المحاور سعد المصري، وأعلنا انهما توافقا مع أهل باب التبانة على وقف اطلاق النار، لا مع السياسيين. ووجها دعوة الى مناصريهما لوقف إطلاق النار.
ميدانياً، استُهدفت دورية للجيش في محلة البحصاص فجر أمس بتفجير عبوة ناسفة (170 غراما) كانت مزروعة إلى جانب الطريق. ولم تقع إصابات في صفوف العسكريين، لكن العملية بدت تطورا ميدانيا بارزا، اذا انه الاستهداف الأول للجيش من خلال زرع العبوات على الطرق التي تمر فيها دورياته. وقد أعاد ذلك إلى الأذهان التفجيرات التي استهدفت الجيش في طرابلس، على خلفية صدامه مع تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد عام 2007، عندما استهدف تفجيران باصات كانت تقل عسكريين في شارع المصارف، وفي محلة البحصاص.
أما على المحاور، فقد شهد ليل الخميس ـــ الجمعة أعنف المعارك على المحاور التقليدية المحيطة بمنطقة جبل محسن، وتحديداً في باب التبانة والمنكوبين وريفا والقبة والبقار والشعراني وسوق القمح والحارة البرانية وطلعة العمري. واستمر تبادل إطلاق النار بالقذائف الصاروخية بلا انقطاع طيلة 11 ساعة تقريباً، من الخامسة عصراً حتى السادسة صباح الجمعة. وبعد هدنة غير معلنة قبل الظهر، تجددت الاشتباكات بعنف، وسجل سقوط قذيفة كل دقيقة. وأفيد بسقوط عدد من القتلى والجرحى في جبل محسن، كما لقي شخص مصرعه في باب التبانة بعد إصابته برصاص القنص، فضلا عن عدد من الجرحى. كذلك أصيب شخص آخر برصاص القنص في منطقة الغرباء. وجرح شخص في مخيم البداوي اثر سقوط قذيفة فيه.
وحتى ليل أمس كانت حصيلة ضحايا فصول الجولة العشرين أكثر من 25 قتيلاً، و160 جريحاً، إضافة إلى احتراق عدد من المنازل والمحال التجارية والسيارات، ما يجعلها الأعنف والأكثر دموية من بين كل الجولات السابقة.
وترافقت الاشتباكات مع شائعات تبادلها الطرفان عن عمليات اقتحام متبادلة لمواقعهم، في بعل الدراويش والبقار وساحة الأميركان، قبل أن ينفذ الجيش عمليات دهم واسعة في منطقة البقار، حيث تعرّضت دورية له في المنطقة لإطلاق نار، ما أدى إلى تبادل عنيف للنار بين الجيش ومسلحين.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان أن وحداته المنتشرة في مدينة طرابلس، تواصل تنفيذ إجراءاتها الأمنية لضبط الوضع، وتقوم بالرد الفوري على مصادر النيران وأعمال القنص. واعلنت إصابة أربعة عسكريين بجروح مختلفة، كما دهمت هذه الوحدات أماكن مطلقي النار في مناطق القبة - مشاريع الحريري، شارع الأمريكان - جبل محسن، وشارعي البقار والريفا، وضبطت خلالها أسلحة حربية وذخائر وأعتدة عسكرية متنوعة.
من أين يأتي الدعم؟
وقد أدت جولات العنف الدموية وكثافة النيران، الى تداول المعنيين سؤالا عن مصدر هذه الكميات من السلاح والذخائر الموجودة في ايدي المسلحين، ولا سيما أنهم يعيشون في مناطق تعدّ الأفقر على مستوى لبنان. وربطت مصادر سياسية في المدينة بين اشتداد المعارك وطولها، وتصاعد نبرة الخطاب المذهبي والسياسي الحاد، بعد انتكاسات المعارضة المسلحة في سوريا، وخصوصا بعد سقوط مدينة يبرود وقلعة الحصن بيد النظام السوري، في موازاة قطع طريق بلدة عرسال البقاعية.
وأشارت المصادر إلى أن «معارضي النظام السوري في المدينة يحتاجون إلى وقت كي يستوعبوا الانتكاسات الأخيرة التي تعرّضوا لها على الأرض في سوريا، لذلك فهم يحتاجون حالياً إلى إبقاء الاشتباكات مستمرة؛ وكذلك الداعمون لهم سياسياً، الذين يرون أنهم تحت غبار المعارك الدائرة قد يستطيعون تحسين مواقعهم وشروطهم، قبل أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة، ومن أجل احتواء الشارع قبل انقلابه عليهم».
والخشية من تغير مزاج الشارع، ظهرت على شكل انتقادات حادة، وجهها خطباء مساجد في طرابلس إلى السعودية، دون غيرها.
ورأى الخطباء، وبعضهم مقرّب من الجماعة الإسلامية، أن «المسؤولين في السعودية لم يجرؤوا على وضع حزب الله على لائحة التنظيمات الإرهابية التي أصدروها»، وأن حكام العرب والخليج تحديداً «تخاذلوا عن دعم المجاهدين في سوريا»، متوجهين إلى هؤلاء الحكام بالقول: «نعال المجاهدين أشرف من رؤوسكم!».
ودخل «حزب التحرير» على خط انتقاد السعودية، مع أنها لم تدرجه على لائحتها للتنظيمات الارهابية. واتهم الحزب في بيان وزع أمس على أبواب المساجد «أتباع السعودية في لبنان بأنهم انخرطوا في السياسة الأميركية»، ورأى أن السعودية «تعمل على توفير غطاء أكبر للجيش، وزجه في مواجهة مع أهل لبنان، بمنحه مبلغ ثلاثة مليارات دولار لشراء أسلحة فرنسية».