اليمن يتحدّى العدوان: لا ممرّ لإسرائيل في «بحرنا»
ودان «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء العملية، ووصفها بالفجّة والسافرة، موجهاً القوات المسلحة التابعة له باعتبار كل المصالح الأميركية والبريطانية أهدافاً مشروعة، رداً على هذا العدوان الذي قال، في بيان، إنه يضع الملاحة الدولية في خطر، محمّلاً الولايات المتحدة وبريطانيا المسؤولية الكاملة عن تداعيات الاعتداء على السيادة اليمنية. وفي أعقاب خروج مسيرات شعبية شارك فيها مئات الآلاف من اليمنيين رداً على العدوان، أكّد القائد الأعلى للقوات المسلحة في حكومة صنعاء، مهدي المشاط، الذي يشغل منصب رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، في تصريح نقلته وسائل الإعلام الرسمية، أن «العدوان الأميركي - الصهيوني - البريطاني غير المبرّر على اليمن انتهاك لكل القوانين، وستدفع الدول المشاركة فيه الثمن باهظاً». كما أكّد أن «الدم اليمني غال وثأرنا لا يبيت، ولن يثني العدوان اليمن عن موقفه المساند والداعم لفلسطين»، مشدّداً على «استمرار منع السفن الإسرائيلية أو المتّجهة إلى فلسطين المحتلة من المرور في البحر الأحمر وباب المندب». من جهته، قال الخبير العسكري، مجيب شمسان، لـ»لأخبار»، إن «الرد سيكون بعملية عسكرية واسعة ومرعبة للعدو خلال الفترة القادمة».

وكانت العملية العسكرية التي لم يُفاجأ بها الشعب اليمني في ظل الاستماتة الأميركية والبريطانية للدفاع عن إسرائيل في البحر الأحمر، استهدفت بأربع غارات، قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة. كذلك، شنّ الطيران البريطاني والأميركي سلسلة هجمات على محيط مطار الحديدة ومناطق أخرى في مديرية زبيد جنوب المدينة. كما جرى استهداف معسكر كهلان شرق مدينة صعدة شمال غرب اليمن. وبعد تحريض «هيئة العمليات التجارية البريطانية» على منطقة الحوبان في تعز، استهدف الطيران المعادي مطار تعز بسلسلة غارات. أيضاً، أفاد الإعلام البريطاني بأن الحكومة البريطانية حدّدت ثلاث محافظات للاستهداف تمثّلت في صنعاء وحجّة والحديدة.
وأدى العدوان إلى استشهاد خمسة من عناصر القوات المسلحة اليمنية وإصابة ستة آخرين. ووفقاً للمتحدث باسم قوات صنعاء ، العميد يحيى سريع، فإن مجمل عدد الغارات بلغ 73، كان هدفها الأساسي تدمير قدرات حركة «أنصار الله» العسكرية. ولذلك، قالت القيادة المركزية الأميركية إن العملية تركّزت على مخازن أسلحة ومستودعات للذخيرة الحيّة وأنظمة لإطلاق الصواريخ والطائرات المُسيّرة، ومنشآت الإنتاج وأنظمة رادار للدفاع الجوي. إلا أن «الأخبار» علمت، من أكثر من مصدر في صنعاء، أن الهجوم لم يحقق أي هدف، ولم ينل من قدرات قوات صنعاء.
وفي تطور يؤكد بصورة مباشرة فشل العدوان، أعلنت شركة «هافنيا» السنغافورية للشحن البحري أنها أوقفت كل السفن المتّجهة إلى البحر الأحمر، ما يعني أن الهدف الأساسي المُعلن للأميركيين والبريطانيين بحماية الملاحة في المنطقة لم يتحقّق. فضلاً عن ذلك، سيتعيّن على واشنطن ولندن الآن انتظار رد صنعاء، والذي سيكون بلا شك ذا تأثير على سطوتهما التي تسعيان إلى ممارستها في البحر الأحمر، ولا سيما أن الولايات المتحدة تتهيّب هذا الرد وما يمكن أن ينجم عنه من توسيع للمواجهة التي تعلن باستمرار أنها تريد إبقاءها محصورة قدر الإمكان، وأن العدوان بذاته كان لهذه الغاية.