تستمرّ قوات الاحتلال في قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، في مختلف أنحاء قطاع غزة، فيما عمدت أخيراً إلى ممارسة الترهيب النفسي على سكان القطاع، إذ أبلغ الجيش الإسرائيلي الأمم المتحدة بضرورة انتقال سكان الشمال، البالغ عددهم 1.1 مليون شخص، إلى الجنوب «خلال 24 ساعة». ورداً على هذه الدعوة، وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دعوة السكان إلى الانتقال بأنها «دعاية زائفة وحرب نفسية»، داعياً المواطنين إلى «تجاهلها». وكانت ناشدت الأمم المتحدة، «بقوة»، دولة الاحتلال إلغاء أيّ أمر لترحيل سكان شمال القطاع، لتجنب «عواقب إنسانية مدمرة»، فيما أفاد «الصليب الأحمر الدولي» بأن التقارير التي تصله من فِرقه من غزة، « تفوق الخيال»، محذراً من أن «تسلسل الأحداث يسير نحو آفاق كارثية».
ودانت وزارة خارجية النرويج، بدورها، فرض حصار كامل على القطاع، يشمل الماء والكهرباء والغذاء، مشدّدةً على أنّ «على إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية، وضمان وصولها إلى السكان المدنيين في غزة». كما وصفت الخارجية حجم الدمار في غزة بـ«الهائل»، لافتةً إلى أنّها تخشى أنّ «يواجه السكان المدنيون مصاعب أكبر في الأيام المقبلة».
ويأتي هذا وسط إصرار إسرائيلي على ارتكاب المزيد من المجازر، ومنع شروط الحياة كافة عن القطاع، إذ أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، في تصريح إلى شبكة «CNN» الإسرائيلية، اليوم، أن جيشه «لن يسمح بدخول شيء إلى غزة يدعم قدرة (حماس) القتالية، حتى ولو على حساب السكان».

قصف المنازل والأطفال
ومن من بين تمّ الإبلاغ عنه مع استمرار القصف الإسرائيلي، انتشال 10 شهداء بعد استهداف منزل في خانيونس جنوبي قطاع غزة، و3 آخرين، من بينهم طفلة، عقب قصف منزل عائلة أبو جزر غرب رفح جنوبي القطاع، فضلاً عن 17 شهيداً من جراء قصف منزل عائلة أبو مدين في مخيم البريج وسط غزة. وفي الشمال، أفادت وسائل إعلام بانتشال أكثر من 10 شهداء، جراء قصف منزل على رؤوس ساكنيه في حي الصفطاوي، فيما أطلقت زوارق حربية إسرائيلية وابلاً من القذائف على شاطئ غزة.
أمّا في الضفة الغربية المحتلة، فقد أعلنت مستشفى رام الله استشهاد فلسطيني متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال، في بلدة دير بزيع غربي المدينة، في وقت أقدم فيه جيش العدو على احتجاز جثمان شهيد قضى برصاصها قرب بلدة النبي إلياس، شرقي قلقيلية.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد وصل عدد ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة منذ يوم السبت، إلى 36 شهيداً و650 مصاباً، بينما تواصل قوات الاحتلال تنفيذ حملات مداهمات واعتقالات بشكل يومي، وسط مواجهات مع الشبان الفلسطينيين.