شلل في الجنوب: «القبة» لا تطمئن المستوطنين
في هذا الوقت، استعرض موقع «واللا» الإلكتروني سلسلة من الفنادق وبيوت الضيافة والشواطئ وشركات الطيران التي انضمّت إلى حملة «احتضان الجنوب»، وعرضت تنزيلات على الإقامة والنقاهة والسفر. ومن بين هذه الأماكن، كان بيت «يغئال ألون» في طبريا الذي فتح بواباته بالمجان لمستوطني الجنوب. كما أعلنت سلسلة فنادق «أوليف وريمونيم» خصماً بـ30% على الإقامة في جميع فنادقها في القدس، وطبريا، ونهريا، وتل أبيب، ورغفا، وجلبوع وغيرها. أمّا سلسلة فنادق «نحشوليم» فقدّمت عرضاً يشمل خصماً بقيمة 50% وإقامة مجانية لأطفال المستوطنين. كذلك، انضمّ فندق «رمادا» في نتانيا إلى الحملة، طارحاً خصماً يصل إلى 25% على إقامة المستوطنين لكل ليلة.
وذكر الموقع أن مستوطني غلاف غزة باركوا العدوان الذي بدأه الجيش أول من أمس؛ حيث نقل عن جاي وهو أحد مستوطني «كيرم شالوم» قوله: «أنا مستعد للجلوس شهراً إضافياً في الملجأ إذا ما كانت الحرب ستٌحقق ردعاً. نحن نريد السلام، ولكننا نعرف أنه مستحيل، وعلى الأقلّ فليكن هناك ردع. على المنظمات الإرهابية أن تفهم أن لكلّ فعل إرهابي ثمناً. من غير الممكن الاستمرار بوضعٍ كهذا». أمّا عوفر ليبرمان، وهو مستوطن في كيبوتس «نير عام»، فقال: «في كلّ مرّة يُقتل فيها أحدهم نحن نعاني. الحلّ الوحيد هو إعادة الردع. هذا الهجوم هو مجرّد بداية». مع ذلك، فإن مستوطني الغلاف وفق الموقع ذاته ليسوا متفائلين؛ إذ بحسب ميراف كوهين، وهي مستوطنة في «عاين هشليشيت» (العين الثالثة) فإن «الضغط الذي نعيشه قاسٍ وبشع. إنهم يديروننا بالهدوء حيث يسجّلون النقاط من دون إطلاق قذيفة واحدة». وأضافت أنه «يتوجّب وضع حدّ للجولات القتالية التي تمسّ وتضرّ بسكان الغلاف».
وطبقاً لما نقلته صحيفة «معاريف» عن المنظّمين في حملة «نسيم الريح»، فإن أكثر من 2500 مستوطن غادروا من مستوطنات «غلاف غزة» و»سديروت»، فيما ترك آخرون بيوتهم بإرادتهم ومن دون الانضمام إلى الحافلات التي أجلت عائلات عدة. أمّا من بقوا في المستوطنات، فهم أولئك الذين يتواجدون في غرف ومبانٍ محصّنة. وبحسب الصحيفة، فإن نتائج الجولة القتالية تَظهر جلياً في المركز التجاري في «سديروت»، الذي بدا أمس خالياً تماماً من الزائرين وكانت الحركة فيه معدومة. وفي السياق، قال أحد مستوطني «سديروت» للصحيفة إنه «من المحزن رؤية المركز التجاري فارغاً»، مضيفاً أنه «تقريباً كلّ شيء مغلق، مع ذلك فقد اعتدنا على هذا الوضع بفعل جولات القتال السابقة. آمل في أن نعود إلى روتيننا اليومي في أسرع وقتٍ ممكن».
أمّا بشأن تفعيل منظومة «مقلاع داوود» الاعتراضية للمرّة الأولى في تاريخ الصراع فوق تل أبيب، فقد أثار الأمر غضب مستوطني الجنوب الذين رأوا في ذلك «تمييزاً»؛ إذ تساءل أحدهم: «تل أبيب تستأهل صرف مليون دولار لاعتراض صاروخ واحد بينما سديروت لا؟»، فيما اعتبر آخرون أن «المنطقة عبارة عن مختبر لإنتاج الأسلحة»، وأن استخدام المنظومة ما هو «إلا لتجارة هذه الأسلحة». كذلك، تساءل البعض عن منظومة «الليزير» «التي دخلت الخدمة كما قلتم (في إشارة إلى الحكومة والجيش)»، مضيفين: «لماذا علينا دفع الضرائب لتمويل منظومات الاعتراض فيما لا نجبي من ذلك أي ثمن؟». ومن بين التعليقات الساخرة أيضاً: «في حال قصفوا بني باراك (معقل الحريديم المتشددين) فلا داعي للاعتراض، التوراة ستفعل ذلك»، في إشارة إلى مطالبة «الحريديم» بسنّ قانون يعفيهم من التجنّد للجيش للتفرّغ لدراسة التوراة. من جهته، تساءل المحلّل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: «هل كانت هناك حاجة حقيقية لتفعيل نظام العصا السحرية (مقلاع داوود)، أم أنه ترويج مبيعات في الخارج لشركة رافائيل التي يتمتّع مديرها التنفيذي بعلاقة ممتازة مع كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي؟».