منذ انطلاقتها، جعلت قناة «الميادين» من فلسطين بوصلتها، ما ترجم عملياً خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، يوم سرقت المحطة الشعلة من بقية القنوات الإخبارية العربية، حاصدةً جمهوراً كبيراً وخصوصاً في الداخل الفلسطيني. لكن القصة لم تبدأ من عملية «عمود السحاب» لأنّه منذ الأيام الأولى، أنشأت «الميادين» قسماً خاصاً بالشؤون الإسرائيلية برئاسة عباس إسماعيل، وأطلقت برنامج «خلف الجدار» الذي يعنى بالشأن الإسرائيلي وقضايا فلسطينيي الداخل من إعداد لانا مدوّر (1986) وتقديمها.
وفيما استطاع البرنامج الإضاءة على زوايا تتعلق بالمجتمع الإسرائيلي لم يعرفها المشاهد العربي سابقاً، تؤكد مدوّر أنّها ورئيس قسم الإسرائيليات في القناة عباس إسماعيل عملا بكدّ كي يحقّقا هدف البرنامج؛ أي فهم المجتمع الإسرائيلي. وتضيف لـ«الأخبار» إنّ هناك من يرى أنّ في «إسرائيل» مجتمعاً متماسكاً ودولة خالية من الانقسامات، «لكنّ الواقع هو العكس تماماً». تتحدث المذيعة السابقة على إذاعة «صوت المدى» بفخر عن برنامجها، فهو «الأكثر مشاهدة في الداخل الفلسطيني» رغم عدم عرضه في وقت الذروة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ أحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي الذي حل ضيفاً على البرنامج سابقاً، قال إنّه أول «برنامج يعرض الواقع الإسرائيلي على حقيقته».
يقسم البرنامج إلى ثلاثة محاور، الأوّل داخلي يتناول التطورات الداخلية الإسرائيلية، والثاني إقليمي يناقش مواضيع حول علاقة العدو بمحيطه، فيما يركز الثالث على قضايا فلسطينيي الداخل، متطرقاً إلى همومهم وانعكاس العنصرية الإسرائيلية عليهم، فضلاً عن عرض بورتريه عن إحدى الشخصيات الإسرائيلية البارزة.
تجلّى نجاح الفريق في معرفة الشأن الإسرائيلي في تغطية الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، إذ تميّزت القناة ليلتها بتغطية حيّة تولّاها مدوّر وإسماعيل، شرحا فيها بالتفصيل النتائج وخريطة إسرائيل السياسية، الأمر الذي دفع القناة العاشرة الإسرائيلية إلى عرض تقرير عن تعاطي الإعلام العربي مع الانتخابات، وخصوصاً «الميادين».
البرنامج الذي يعدّ الأكثر مشاهدة في الداخل الفلسطيني، وفق إحصاءات نشرت في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، هو برأي ابنة جزين (جنوب لبنان) جزء أساسي من صورة القناة الملتزمة بالدفاع عن القضية الفلسطينية «التي أهملها القادة العرب». وتعتبر مدوّر أنّ الالتزام بها «مسؤولية عروبية قبل أن تكون مهنية»، وخصوصاً أنّها ذاقت شخصياً لوعة الذل الإسرائيلي أيّام احتلال جنوب لبنان: «البرنامج هو أبسط أشكال الوفاء لشعب مقهور منذ أكثر من 65 عاماً».
في حلقة الليلة، تسلّط مدوّر الضوء على مجموعة من القضايا، أبرزها الضجة التي شهدها الإعلام الإسرائيلي خلال الأيام الماضية حول الاعتقال السري و«الغريب» لعميل جهاز الموساد الأوسترالي بن زايغر، الذي انتهى إلى وفاته بطريقة مشبوهة في زنزانته الانفرادية في سجن «آيالون» في جنوب تل أبيب عام 2010. وتتطرّق الصحافية الشابة مع ضيوفها إلى القراءة الإسرائيلية للزيارة المرتقبة التي يقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تل أبيب، إضافة إلى مناقشة استطلاع الرأي الذي أظهر معارضة غالبية فلسطينيي الـ 48 لفكرة «الخدمة الوطنية».
«خلف الجدار» ـــ 23:00 اليوم على «الميادين»
4 تعليق
التعليقات
-
لانا مدور ومعركة اسماء الطفاللكل انسان الحق في ان يسمي اطفاله كما يريد. ولكن ما المشكلة في اسماء سعيفان وفهد وعبد العزيز؟ اترك الدلالة السياسية التي صارت مرتبطة باسماء فهد وعبد العزيز. العزيز من اسماء الله الحسنى وفهد اسم جميل. اما سعيفان فهل تعرف احد سمى طفله سعيفان اللهم الا اذا كان على اسم اب او جد. والاسماء لها مواسم وهناك اسماء تدرج وتنتشر كثيرا في فترة لتعود وتختفي تقريبا في فترة لاحقة المجهول الذي طالب باسماء عربية للاطفال معه كل الحق. المنطقة كلها مستباحة للغرب ولاسرائيل فاضعف الايمان هو ان نحمي هويتنا من خلال اسمائنا ليظل العالم يعرف من شواهد قبورنا انه في يوم ما سكن في هذه المنطقة شعب اسمه العرب. وهناك اعتبار آخر وهو ان الزوج او الزوجة قد يكونا اجانب فيسموا اولادهم باسماء اجنبية. مع انه في بلد كاميركا حيث كل واحد من ارض في حالة الزيجات المختلطة تختار الام الاسماء الاولى للاطفال لانه بحكم الواقع فان اسم الشهرة سيكون للاب. وهكذا تجد الام لها مجال للتعبير عن هويتها من خلال اعطائها اسماء اولى لاولادها وهيك لا بيموت الديب ولا بيفنى الغنم. جايكوب ليس احسن من عبد العزيز ولا ريتشي اجمل من فهد. ولكن اهل الولد احرار في اسماء اولادهم. هناك من سمى طفلته ياهو لانه تعرف على امها على موقع ياهو. وهناك من يعطي اولاده ارقام بدل الاسماء والمحاكم في الغرب دوما شغالة بين بعض المواطنين والدولة حول الحق في استخدام اي اسم وهنا وبرغم الحرية تتدخل الدولة اذا كان الاسم غير عملي او فيه اهانة لاحد او اذى لمستقبل الطفل كمن اراد ان يسمي ابنه هتلر او الله.
-
«مسؤولية عروبية قبل أن تكون«مسؤولية عروبية قبل أن تكون مهنية»، المسؤولية العروبية تحتم علينا أيضاً أن نساهم في أحياء هذه اللغة و أبسط الأيمان أن نسمي أولادنا بهذه اللغة وليس روزاريو وريتشي ــ جايكوب.
-
مذيعة رائعةوصوتهااكثرمن رائعمذيعة رائعةوصوتهااكثرمن رائع اعتقدانهانجمة الميادين