طردت صحيفة «نيويورك تايمز»، قبل أيام، الإسرائيلية أنات شوارتز، صاحبة مقال «صرخات بلا كلمات: كيف استخدمت «حماس» العنف الجنسي كسلاح في السابع من أكتوبر» والذي نُشر في 28 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعدما كشف تحقيق أن شوارتز وضعت علامات إعجاب على عدد من المنشورات المؤيدة لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك منشور دعا إلى تحويل غزة «إلى مسلخ» وآخر دعا إسرائيل إلى إعدام الفلسطينيين.دخلت أنات شوارتز عالم الشهرة بعد مقالها الذي زعم ارتكاب حماس اعتداءات جنسية خلال عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي. واستند التقرير الذي نشرته «نيويورك تايمز» على غلافها، إلى أكاذيب نشرتها جمعية «زاكا» الصهيونية. ورغم فضح أكاذيب الاعتداءات الجنسية، إلا أنّ الصحيفة رفضت إزالة المقال عن موقعها الإلكتروني. ومع تنامي سخط شعب الإنترنت حول شوارتز، فضح مستخدمو منصات التواصل أمرها، وتبيّن أنّها تعمل في «هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية ــ كان» منذ عام 2021، وكانت جندية سابقة في الاستخبارات الإسرائيلية، كما لاحظوا وضعها علامات إعجاب لمنشورات مؤيدة للصهاينة تتوعد أهل غزة بالإبادة. ورغم أن الصحيفة الأميركية غضت الطرف عن أكاذيب المقال، إلا أنّها لم تستطع التغاضي عمّا أعجب شوارتز من منشورات، لتبدأ تحقيقاً استمر لمدة شهرين، انتهى قبل أيام بطرد أنات شوارتز.
ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، إعجاب شوارتز بتلك المنشورات شكّل «انتهاكاً غير مقبول» لسياسة الصحيفة في منصات التواصل الاجتماعي بالنسبة إلى الموظفين. وتحظر هذه السياسة على الموظفين التعبير عن وجهات نظر حزبية، أو الترويج لمواقف سياسية، أو الانخراط في سلوك يمكن أن يقوّض سمعة الصحيفة. وقالت «نيويورك تايمز» بعدما علمت بنشاط شوارتز على وسائل السوشال ميديا: «تعتبر هذه الإعجابات انتهاكات غير مقبولة لسياسة شركتنا. ونحن نراجع الأمر حالياً». ورغم قول الصحيفة إنّ شوارتز «مراسلة ممتازة» (هي مخرجة أفلام بالمناسبة وليست صحافية)، قررت «نيويورك تايمز» في النهاية إنهاء عملها، مشيرة إلى سلوكها المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي قبل وأثناء وجودها في الصحيفة. ورغم أنّ طرد شوارتز هو خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أنّ ذلك لا يكفي، إذ من غير الأخلاقي أن يُترك مقال شوارتز الذي يعج بالأكاذيب والفبركات الصهيونية على الإنترنت، لما فيه من تشويه وابتزاز لعواطف الشعوب الغربية تدفعهم إلى مناصرة السردية الإسرائيلية.