إقليم الخروب: أكثر من 90 ألف نازح | وبدء العمل على النازحين في المنازل


تضغط الأعداد الكثيفة للنّازحين من المناطق التي طاولتها الاعتداءات الإسرائيليّة على خلايا الأزمة في بلدات إقليم الخروب. صحيح أنّ بحوزة المسؤولين «داتا» للعائلات الموزّعة على مراكز الإيواء في المنطقة، إلا أن لا وجود لمسح دقيق لأعداد النّازحين في شقق مستأجرة أو منازل المضيفين من أهالي المنطقة، ومع ذلك يعتقد هؤلاء بوجود نحو 90 ألف نازح، موزّعين على مختلف قرى الإقليم، بينهم نحو 30 ألفاً في شحيم وبرجا فقط.
بعد الأيّام الأولى لتوسّع الاعتداءات الإسرائيليّة كادت موجة النّزوح إلى المنطقة تنحسر، غير أنّه في الأيّام الأخيرة عادت الأعداد لتزداد، بعدما طاول العدوان عدداً من بلدات المنطقة كالوردانية والجيّة وجون، إضافةً إلى نزوح عدد من أبناء مدينة صيدا وحتّى بيروت بعد التّهديدات باستهداف مراكز «القرض الحسن». ومع ذلك، يؤكد المعنيون أنّ خطّة توزيع المُساعدات والمستلزمات الأوّليّة والمواد والوجبات الغذائيّة في المراكز انتظمت، وباتت تسير على السكّة الصحيحة في مُعظم المناطق. كما يعملون على البدء في تجهيز مراكز إيواء جديدة، مع الإشارة إلى ضرورة تأهيلها قبل فتح أبوابها، وحتّى لا يحصل أيّ من المشاكل التي تعرّضوا لها سابقاً.
ويقول المُتابعون لأمور النّازحين في الإقليم إنّهم انتقلوا أخيراً إلى تلبية حاجات العائلات في المنازل، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من أفرادها يبيتون في شققٍ غير مفروشة ويحتاجون إلى المستلزمات الأوليّة كالفرش والوسائد، إضافةً إلى حاجة الكثير من العائلات إلى مُساعدات غذائيّة مع عدم القدرة على تلبيتها ولتخفيف العبء عن كاهل العائلات المُضيفة.
ويؤكّد عدد من رؤساء البلديّات وأعضاء الخلايا المصغّرة في البلدات الكُبرى عدم قدرتهم على تلبية هذه الحاجات، لافتين إلى أنّ بعضها يحصل من دون تنسيق أو خطّة محددة، وذلك نظراً إلى شح الموارد. ويضيفون: «نعمل على توزيع المساعدات التي تصلنا على المنازل من دون أن تكون هناك إمكانيّة لتغطية كل المنازل الموجودة في هذه البلدات».

البيروقراطيّة تؤخّر العمل
كما يعزو البعض التأخر في إنجاز مهمّة المُساعدات إلى المنازل إلى التأخير الحاصل على صعيد تسلّمهم الـ«داتا» الرسميّة التي تُسلّمها القائمقامية إلى الهيئة العُليا للإغاثة، من دون أن يكون بمقدورهم تحديثها بشكل دائم نظراً إلى البيروقراطيّة المُتّبعة فيما حاجات النّازحين لا يُمكنها الانتظار.
وعليه، وقع خلاف بين قائمقام الشوف مارلين قهوجي وعدد من أعضاء الخلايا المصغّرة خصوصاً في القرى التي تم حلّ المجالس البلديّة فيها وتسلّمت قهوجي مهام مُتابعتها، إذ تتمسّك الأخيرة بموجبات القانون من دون أن تُفرّط فيها بحجّة ضغط أزمة النّزوح. وعلمت «الأخبار» أنّ قهوجي رفضت تسليم الـ«داتا» المتضمّنة لأسماء العائلات الموجودة في الإقليم إلى المعنيين بغية تسليمها إلى الجمعيّات التي ترغب في مُساعدتها، قبل أن يعود المعنيون للتوصّل إلى صيغة حل بعد التوافق مع محافظ جبل لبنان، القاضي محمّد مكاوي، عبر مُشاركة اسم رب العائلة ورقم هاتفه للتواصل معه لسؤاله عمّا إذا كان يرغب بتسلّم المُساعدات.


إلا أنّ هذه المسألة أثارت الكثير من الجدل خلال الأيّام الأخيرة ودفعت ببعض المسؤولين الحزبيين إلى التدخّل، خصوصاً أنّ هؤلاء يتحدّثون عن تأخير متعمّد وعدم تجاوب من قبل الدّولة، خصوصاً في ما يتعلّق بصرف المساعدات والأموال، ما يدفعهم في بعض الأحيان إلى القفز عن صلاحيّات القائمقام أو المُحافظ من أجل التسريع في تلبية المطالب، لافتين إلى أنّ بعض الموظفين يتقيّدون بالتراتبيّة الإداريّة وأعمالهم الوظيفية من دون مراعاة حاجات المواطنين.

لا مكان للفتنة
وفي سياق متّصل، كثرت الاعتداءات على عدّة مناطق في إقليم الخروب بحجّة وجود أشخاص محسوبين على حزب الله أو منشآت تعود له، إلا أنّ ذلك لم يؤثّر على تعاطي الأهالي مع النّازحين. ويقول أحد أعضاء خليّة الأزمة إنه «رغم الخوف الذي شعر به بعض الأهالي في المرحلة الأولى إلا أنّ الكثيرين باتوا متقينين أنّ هذه الضربات هدفها تأليب الرأي العام وإثارة الفتن، ولكنّ المزاج العام في منطقتنا بعيد كلّ البعد عن هذه الأجواء».

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي