تحليل القمامة الجنائية: ماذا لو وجد «النكّاش» آثار جريمة؟
رغم من أن خالد اكتشف الجثة، إلا أن العمل الحقيقي قد بدأ للتو. يلعب الفحص الجنائي دوراً حيوياً في مثل هذه الحالات، حيث يساعد على كشف خفايا الجريمة. ويشكّل فحص القمامة المحيطة بالجثة أولوية بالنسبة لفريق التحقيق الجنائي، فيقوم المحققون بفرز القمامة بعناية بحثا عن أي أدلة مخفية في محاولة لرسم صورة لما حدث، بما في ذلك:
بصمات الأصابع: يمكن أن تكشف بصمات الأصابع التي تم العثور عليها على علب الطعام أو أكياس التسوق عن هوية الجاني المحتمل.
ألياف الملابس: يمكن أن تساعد مطابقة ألياف الملابس الموجودة على الجثة مع ملابس شخص آخر في تحديد ما إذا كان هناك اتصال بينهما.
السجلات: فحص فريق التحقيق محتويات أي مغلفات أو إيصالات بحثاً عن عناوين أو أسماء يمكن أن تساعدهم في تحديد هوية المرأة.
الأدوات الحادة: بحث الفريق عن أي أدوات حادة في القمامة يمكن أن تكون سبب الوفاة.
أهمية الفحص الجنائي للنفايات
الفحص الجنائي للنفايات يلعب دوراً حيوياً في التحقيقات الجنائية، حصوصاً في حالات اكتشاف الجثث أو الأدلة الأخرى في النفايات. يمكن أن توفر النفايات مجموعة كبيرة من الأدلة التي قد تكون حاسمة في حل القضايا الجنائية. أهمها الأدلة البيولوجية حيث يمكن العثور على شعر، دم، أو أي بقايا بيولوجية أخرى قد تساعد في التعرف على الضحية أو المشتبه به.
يضاف إلى ذلك الأدلة المادية الأخرى كالعثور على أشياء مثل الأسلحة، الملابس، أو أشياء أخرى قد تكون مرتبطة بالجريمة والأدلة الورقية كالفواتير أو أي مستندات أخرى قد تكون مهمة في التحقيق.
تفاصيل التحقيق
بعد وصول الشرطة إلى مسرح الجريمة وتطويق المنطقة للحفاظ على الأدلة، يبدأ الفريق الجنائي في جمع الأدلة من صندوق القمامة ومحيطه باستخدام الأدوات الخاصة لجمع أي بقايا بيولوجية قد تكون موجودة. كما يتم تحليل محتويات الصندوق بشكل دقيق للبحث عن أي أدلة ورقية أو فيزيائية. ثم تُنقل الجثة إلى المشرحة لإجراء فحص الطب الشرعي للبحث عن أي علامات تدل على سبب الوفاة.
إلى ذلك، يتم تحليل محتويات الصندوق بالكامل في المختبر الجنائي للبحث عن أي أدلة إضافية حيث يتم استخدام تقنيات متقدمة لتحليل البصمات والألياف والأدلة الكيميائية التي قد تكون موجودة. كالعثور مثلاً على بصمات أصابع على الكيس البلاستيكي الذي كانت الجثة بداخله أو العثور على قطعة من ملابس المشتبه به داخل الصندوق. كل هذه الأدلة تساعد في تقديم قضية قوية ضد المشتبه به في المحكمة.
من الرصيف إلى مسرح الجريمة
تحليل القمامة الجنائي ليس مجرد عملية تقليب سريعة في سلة المهملات. إنها عملية دقيقة تتطلب من متخصصين مدربين اتباع بروتوكول صارم:
الجمع الدقيق: الخطوة الأولى مهمة للغاية. يجمع المحققون المدربون القمامة بعناية، وغالباً ما يرتدون معدات واقية لتجنب التلوث. كما يقومون بتوثيق موقع ووقت الجمع، مع الحفاظ على سلسلة الضبط لضمان سلامة الأدلة.
80%
النكاشون يساهمون في إعادة تدوير أكثر من 80% من النفايات القابلة لإعادة التدوير في المدن النامية مقابل مبالغ زهيدة. لكن هل يستحق الأمر المخاطر الصحية؟
الفرز: يقوم الخبراء بتصنيف العناصر بدقة - المنتجات الورقية والبلاستيكية والمعادن وحتى المواد العضوية. يساعدهم هذا على تركيز تحليلهم وتجنب تفويت أدلة مهمة مخبأة بين المهملات.
كشف الأدلة: الآن يأتي دور عمل المباحث العلمية. يتم فحص كل فئة بحثاً عن أدلة محتملة. قد يبحث أخصائيو بصمات الأصابع عن مطبوعات كامنة على عبوات الطعام أو علب الأدوية. وقد يتم استدعاء محللي الحمض النووي لفحص أعقاب السجائر أو حتى بقايا القهوة المتروكة في كوب مهمل. يمكن لخبراء الأدلة الأثر (trace evidence) تحليل الألياف الموجودة على مواد التغليف، مما يربط المشتبه به بمسرح الجريمة.
التوثيق: يتم تسجيل كل خطوة من العملية بدقة حيث يتم التقاط صور لعملية الجمع بأكملها ومراحل الفرز وأي دليل محتمل يتم العثور عليه. يعد الاحتفاظ بسجلات تفصيلية أمراً ضرورياً لعرض النتائج في المحكمة.
كيف يمكن أن تكشف القمامة أسرارك للمحققين الجنائيين؟
نتخلص جميعًا من أشياء مختلفة - إيصالات قديمة وعلب طعام فارغة وبقايا قهوة - ونادراً ما نفكر في القصص التي يمكن أن ترويها لنا هذه الأشياء المهملة. ولكن بالنسبة للمحققين الجنائيين، يمكن أن تكون القمامة كنزاً للمعلومات، حيث تقدم نافذة على حياتنا وربما حتى الأنشطة الإجرامية. تخيل محققًا يفحص سلة المهملات الخاصة بك بدقة. ماذا يمكن أن يكتشف؟
الهوية: طلبيات الطعام التي تحتوي على عناوين التوصيل وأكياس التسوق الالكتروني التي عليها الأسماء أو حتى كشوفات حساب مصرفية قديمة - يمكن لهذه الأشياء التي تبدو عادية أن تحدد مكان إقامة أشخاص معينين.
عادات الحياة: هل لديك حب للمشروبات الغازية؟ هل أنت محب للرياضة ولديك علب ألواح البروتين؟ يمكن أن تعطي أعقاب السجائر وعبوات المشروبات الفارغة صورة عن عادات الشخص وتفضيلاته.
الجانب المظلم للقمامة: هنا تصبح الأمور جدية. يمكن أن يربط وجود أدوات تعاطي المخدرات أو أدوية معينة أو حتى البضائع المسروقة فردًا ما بنشاط إجرامي.
أمراض وأوبئة واستغلال
شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد «النكاشين» الذين يعملون في جمع النفايات من الشوارع والمكبات. فيلجأ البعض، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الجنسية، بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة، إلى جمع النفايات، وخاصة المواد القابلة لإعادة التدوير مثل المعادن الخردة، لتأمين قوت يومهم. هذا الارتفاع يثير مخاوف صحية كبيرة، حيث يتعرض هؤلاء لمخاطر صحية جمة نتيجة التعامل المباشر مع النفايات والمخلفات الملوثة، مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة. كما أن تزايد أعداد النكاشين قد يرتبط بزيادة معدلات الجريمة، حيث يمكن استغلال هذه الفئة الهشة في أنشطة غير قانونية مثل السرقة والتجارة غير المشروعة.