الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى بيروت، في شباط الماضي، لم تكن، على ما يبدو، فقط لـ«القيام بالواجب» السنوي بقراء الفاتحة على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري. يتكشّف اليوم أن هناك «استراتيجية» بدأ تيار المستقبل تطبيقها لإعادة الامساك بالطائفة ومركز القرار فيها. الهدوء الذي يُرى من بعيد محيطاً بمقر إقامة الحريري في «المنفى» الاماراتي، يخفي وراءه غبار معركة لتصفية الحساب مع كل من طعن بتيار المستقبل ورئيسه، وعلى رأسهم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة. معركة بدأت بمحاولة ترتيب البيت البيروتي مع تمكّن تيار المستقبل من إقناع كل القوى المؤثرة داخل «اتحاد جمعيّات العائلات البيروتيّة» بمرشّحه لرئاسة الاتحاد محي الدين كشلي، وصاغ تسوية وفاقيّة ينتظر الإعلان عنها في الأيّام المقبلة، وسيكون ضحاياها كثراً، أولهم رئيس المحاكم السنيّة الشرعيّة الشيخ أحمد عساف الذي أدى وقوفه ضد تيار المستقبل في حرب «البر والإحسان» إلى سحب الحريري وعوده له بدعمه لتولي منصب الافتاء بعد انتهاء ولاية المفتي الحالي