قبل أشهر، مع تحديد موعد الانتخابات النيابية، لم يترك نواب الحزب التقدمي الاشتراكي مناسبة من دون أن يتطرقوا إلى قضية توليد الطاقة من غاز الميثان المنبعث من مطمر الناعمة. مع اشتداد وطيس «المعركة»، غاب الأمر تماماً، قبل أن يعود أخيراً محور «حرب ناعمة» بين الاشتراكي ونواب «قوى التغيير».الأسبوع الماضي، اتفق النواب نجاة عون وحليمة القعقور ومارك ضو على التنسيق لتحريك الملف العالق في وزارة المالية منذ أكثر من عامين. فمنذ انتهاء عقد شركة «Clean Energy Solutions» المشغّلة لمعمل الكهرباء في المطمر، في 1 أيلول 2020، تنبعث الغازات السامة من النفايات المطمورة في الهواء، فيما يرزح سكّان المناطق المجاورة تحت وطأة العتمة التي تجتاح كل المناطق. وكانت مؤسسة كهرباء لبنان عملت قبل انتهاء العقد على استدراج عروض لتشغيل المولّدات السبعة التي تنتج ستة ميغاوات من الكهرباء، وفاز بالمناقصة، في آب 2020، ائتلاف شركتَي «Mep-Simar» (الأولى لبنانية يملكها كريم تحسين الخياط، والثانية تركية). إلا أن وزراتَي المالية والطاقة رفضتا الصفقة لأسباب سياسية تتعلق بمرجعيتَي الوزارتين، ليبقى المعمل خارج الخدمة.
قبل أشهر، اتُّفق على حلٍّ آخر بتلزيم شركة «Mep» بعقد بالتراضي، ونجح الحزب التقدمي الاشتراكي في نيْل موافقة الرئيس نجيب ميقاتي على استخدام أموال قرض البنك الدولي المخصّص لتحسين قطاع الكهرباء (75 مليون دولار في مصرف لبنان)، إلا أن الأمر عاد وعلق في وزارة المالية، إضافة إلى رفض حاكم مصرف لبنان صرف مليون و200 ألف دولار للسنة الأولى من تشغيل المولدات وصيانتها (تُقدّر كلفة تلزيم المشروع لـ5 سنوات بنحو 6 ملايين و661 ألف دولار).
يسعى النواب الجدد الى الحصول على هبة لتشغيل المعمل


ضو أوضح لـ «الأخبار» أن النواب الجدد يعملون للحصول على هبة لتشغيل المعمل، مشيراً إلى أنه وزملاءه سيزورون السفارة النمسَوية في بيروت للبحث في إمكان أن تقدم شركة «يانباخر» النمسَوية التي اشتُريت منها المولدات عند إنشاء محطة الكهرباء في المطمر «هبة عينيّة من قطع الغيار تُقدّر بنحو 700 ألف دولار، على أن تؤمن الدولة كلفة التشغيل، وهي أقل من 500 ألف دولار». بالتزامن، زار النائب أكرم شهيّب ورئيس مصلحة المعامل المائيّة والطاقة المتجدّدة في مؤسسة كهرباء لبنان فادي بو خزام وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل لمتابعة ملف المطمر. وفيما اعتُبرت خطوة شهيب «قوطبة» على تحرك النواب الجدد، قال الأخير لـ«الأخبار»: «مشكور كل من يساعد في خدمة الناس»، داعياً «الجميع للعمل في هذا الملف والتعاون لإنهائه». وأوضح أنه التقى وزير المال لحثّه على فسخ العقد المرسَل من ائتلاف شركتَي «Mep-Simar» «ما يحرّر مؤسسة كهرباء لبنان ويفتح الباب أمام تسوية هذه المسألة»، ملمّحاً إلى موافقة حاكم مصرف لبنان على صرف الأموال اللازمة لتشغيل المحطة.