دعوة الرئيس سعد الحريري للمقاطعة لم تلق استجابة واسعة في دائرة الشمال الثالثة، وتحديداً في قضاء البترون، حيث كان لافتاً إقبال الناخبين السنة على الاقتراع. إلا أن الحماسة للتصويت لدى كثيرين كشفت عن حالة الضياع لدى الناخبين السنة الذين يصوتون من دون توجيهات واضحة، وكل بحسب قناعاته ومصالحه أو حتى من باب «تمضية الوقت والتسلية».عام 2018 دعا الرئيس الحريري الناخبين في بلدة راسنحاش، أكبر البلدات السنية في قضاء البترون، إلى التصويت «زي ما هيي، والصوت التفضيلي سيكون لصديقي جبران باسيل». بعد مرور 4 سنوات، لا أثر لدعوة الحريري حينها لدى القاعدة السنية التي «تفضل من يواجه»، على ما أشار العديد من الناخبين. ففي راسنحاش اقترع حوالى 800 شخص من أصل 1700 ناخب، وفي بلدة بشتودار حيث ثلثا الناخبين من الطائفة السنية بلغت نسبة التصويت حوالى 40 في المئة عند الساعة السادسة مساء. كذلك في بلدة كفريا في قضاء الكورة كان الإقبال كثيفاً وتخطت النسب في أقلام اقتراع الناخبين السنة من ذكور وإناث نسبة 50 في المئة عند الساعة 3 ظهراً.
إلى ما بعد الظهر تخطت المشاركة السنية 50%


النقمة على الحريري واضحة رغم العاطفة التي لا ينكرها الكثير من الناخبين الذين يدورون في فلك تيار المستقبل، ممن اختاروا الاقتراع. جردة الحساب مع الحريري طويلة بالنسبة لهم، وكثر يتحدثون عن «نصائح كنا نسديها، لكن زمرة المنتفعين حول الشيخ سعد كانت تحرص على ألا يصل صوتنا». ورغم اقتناع الأغلبية الكاسحة بأن «نتائج الانتخابات لن تقدم ولن تؤخر وما من أحد لا ينتظر الفرصة للهجرة إلا أن سبب التصويت وعدم المقاطعة هو لتسجيل موقف لا أكثر والتعبير عن قناعتنا».
شعار الـ«كلن يعني كلن» كان حاضراً بقوة، وهو ما يدفع الكثيرين إلى الحديث عن الرغبة بالتصويت للمرشحين الذين يرفعون شعارات «التغيير» على قاعدة أن «ما من شيء نخسره بالتجربة». أما الخلاف بين المستقبل والقوات اللبنانية فلا انعكاس جدياً له في الشارع السني في البترون حيث يعبر الكثيرون عن «قدرة القوات على المواجهة والتصدي لسياسات حزب الله. هم الأكثر جدية والأكثر التزاماً». علماً أن كثراً لا ينكرون أن «جبران باسيل هو أكثر من اشتغل خدماتياً في المنطقة وفي قرانا». ومقابل هذه الفئة من الناخبين، كان بارزاً العدد الكبير من المقترعين الذين اعتبروا أن اقتراعهم أتى من «باب التسلية وتمضية الوقت. همروجة مننطرها كل 4 سنين».