تعصف الأزمات بلائحة «لتبقى بيروت» المدعومة من رجل الأعمال بهاء الحريري، والأرجح أن أعضاءها لن يقووا على مجابهتها. إذ تتردّد معلومات عن احتمال إعلان بعض مرشحي اللائحة انسحابهم في اليومين المقبلين، وفي مقدمهم رئيسها أحمد مختار ومحافظ بيروت السابق نقولا سابا. إذ يبدو أن الحريري الذي كان يحمل مشاريع لـ«تغيير المنظومة السياسية» تراجع عنها، وترك المرشحين الـ9 على لائحته في دائرة بيروت الثانية لقدرهم.الابن البكر للرئيس رفيق الحريري أقفل خطّه منذ أكثر من 10 أيّام ولم يجد المرشحون من يجيب على اتصالاتهم، فيما يغرّد الحريري المتنقل بين العواصم على حسابه على «تويتر» مهنئاً بالأعياد أو معزياً بشهداء طرابلس، قبل أن يحطّ في الولايات المتحدة منذ 5 أيّام للقاء مع أحد أعضاء الكونغرس للبحث في أزمة المقترعين في الاغتراب، فيما يعمّ الاستياء مرشحيه المقيمين الذين أوقعهم في ورطة، بعدما قدم المحيطون به لهم فتاتاً من الدفعات التي كان يُرسلها إلى لبنان عبر عديله السعودي يزيد. ووصل الأمر ببعض المرشحين إلى اتهامات باختلاس أموال. ويلفت هؤلاء إلى أن الأمور الماليّة كانت تدار من قبل المدير التنفيذي لحركة «سوا لبنان» سعيد صناديقي ومستشار الحريري للشؤون السياسية صافي كالو اللذين غابا عن السمع تماماً. إذ أنّ آخر ظهور لصناديقي كان في أواخر نيسان الماضي، حينما حضر الإفطار الرمضاني الذي أقامته اللائحة في فندق موفنبيك، في حين أن كالو نسي أمرهم منذ أكثر من أسبوعين. كما يشكو أعضاء اللائحة من أن مدير الماكينة الانتخابية آلان بدارو من خارج بيروت ولا دراية له بالعاصمة وأهلها ولا يعرف حتى تفاصيل جغرافية بيروت.
هكذا، وجد المرشحون على لائحة «لتبقى بيروت» أنفسهم في مأزق كبير، وغير قادرين على المضي قدماً بعدما فقدوا الدعم المالي والمعنوي للحريري.
لذلك، يفكّر بعضهم جدياً بإعلان انسحابه خصوصاً بعدما صارت استقالة مختار وسابا في حكم الواقعة خلال الساعات المقبلة. بالتالي، «فرطت» اللائحة فعلياً، على أن تتلاحق الاستقالات كما هو متوقع في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات. وتضم اللائحة إلى جانب مختار وسابا: العميد دلال الرحباني، سمير الحلبي، إياد مرعي، محمد شهاب، خلود وتار، فؤاد الديك ورشا عيتاني.

«بيروت تواجه»
في المقابل، فإنّ لائحة «بيروت تواجه» ليست بأفضل حال، إذ يشكو أعضاءها بأن الرئيس فؤاد السنيورة الذي تلقى دفعات مالية من أكثر من مصدرٍ خليجي يعطيهم المال بـ«التنقيط». وهو أبلغ المرشحين على اللائحة صراحة بأنّه لن يدفع أي أموال لفتح مكاتب للمرشحين في بيروت وخارجها، وأن المكاتب يجب أن تكون على حساب المرشحين أنفسهم. وأشار إلى أنّ الأموال التي بحوزته لن تكون حصراً لمرشحي دائرة بيروت الثانية، بل عليه توزيعها أيضاً على المرشحين الذين يدعمهم في الدوائر الأُخرى.
شح الأموال يثير حفيظة المرشحين الذين يشكون أيضاً من أنّ الماكينة المركزيّة للائحة تعمل وكأن مرشحيها هما فقط رئيسها خالد قباني ولينا التنير، في حين أن المرشحين الآخرين يحاربون وحيدين. لذلك، استنجد المرشح ماجد دمشقية باتحاد جمعيات العائلات البيروتية الذي قدّم له الدعم المادي، وحوّل مقر الاتحاد إلى ماكينة انتخابية تعمل لمصلحته.
هذا الأمر أزعج المرشح على اللائحة نفسها بشير عيتاني الذي يُعتبر أيضاً مرشّح الاتحاد، ممّا دفعه إلى تأسيس ماكينة انتخابية خاصة به (مركزها عين المريسة) وعمل خلال الأسبوع الماضي على استنهاض عائلته، ما تُوّج باجتماعٍ عُقد صباح أمس. وكانت نتيجة الاجتماع رفض الالتزام بقرار الرئيس سعد الحريري مقاطعة الانتخابات. كما أعلنت العائلة أنها ستقدّم الدعم الكامل لبشير عيتاني، مما يُعرّي المرشح نبيل عيتاني على لائحة فؤاد مخزومي.