فرض فيروس «كورونا» على البشر أن يكيّفوا حركاتهم الطبيعية وردود أفعالهم التلقائية وغير الإرادية لتتلاءم ومتطلبات الوقاية، بعدما باتت أفعال عادية، كلمس العينين والفم والأنف، تمثّل خطراً داهماً على الحياة. في ظل ذلك، يصبح تجنّب أي منتج، ولو كان استخدامه لدواعٍ طبيّة، أمراً ضرورياً، خصوصاً إذا ما كانت طريقة استعماله والآثار الثانوية التي قد تنتج عنها تزيد من احتمال الإصابة بالعدوى، وهو ما ينطبق على العدسات اللاصقة.الأكاديمية الأميركية لأمراض وجراحة العين دعت مستخدمي هذه العدسات الى التوقف عن استعمالها واستبدالها بالنظارات الطبيّة. ورغم «غياب الأدلة على أن ارتداء عدسات لاصقة يزيد بالضرورة من احتمال الإصابة بالفيروس»، لفتت الأكاديمية الى أن الخطر يكمن في أن «من يستعملون العدسات اللاصقة يلمسون أعينهم أكثر من الأشخاص العاديين» فيما النظارات الطبيّة «تقلل من تهيج العين، وتدفع الشخص إلى التوقف لبرهة والتفكير قبل لمس عينيه». في حين اتخذت جمعية أطباء أمراض وجراحة العين في فرنسا موقفاً أكثر «اعتدالاً»، إذ دعت إلى اتباع القواعد الأساسية المعتمدة عند استخدام العدسات بغسلها وضرورة غسل اليدين جيداً، وفي حال استخدام معقم اليدين الانتظار حتى تجفا تماماً قبل لمس العينين.
وبحسب الدكتور بسام بركات، الاختصاصي في أمراض وجراحة العين، فإن «العدسة في حدّ ذاتها لا تمثّل خطراً وليست ناقلاً للفيروس، لكن الخوف يكمن في أن الفيروس يدخل الجسم عبر العينين والفم والأنف». والأخطر أن مستخدمي العدسات «يشعرون بجفاف في العيون أكثر من غيرهم، ما يضطرهم إلى فركها بنحو متكرر أحياناً، وهو ما قد يعرّضهم للإصابة بالفيروس في حال لم يغسلوا أيديهم جيداً»، فضلاً عن أن هؤلاء «أكثر عرضة لالتقاط الميكروبات التي تعلق بين العدسة والعين، على عكس الذين لا يستخدمون العدسات، والذين يتكفل دمع أعينهم بغسلها بشكل دائم». بركات نصح «بتجنب استخدام العدسات اللاصقة في هذه الفترة واستبدالها بالنظارات الطبيّة. أما من يصرّون على استخدامها، فيمكنهم اللجوء الى العدسات الصالحة للاستخدام ليوم واحد فقط daily lenses لتخفيف الاحتكاك قدر الإمكان مع العدسة».
مستخدمو النظارات الطبيّة، أيضاً، يجب عليهم «غسلها بشكل متكرر، خصوصاً إذا ما كانوا ينزعونها مراراً ويضعونها فوق أسطح قد تكون غير معقمّة. أما تنظيفها فيكون بالماء والصابون مع تجنب استخدام السبيرتو، لكونه قد يؤثر على الزجاج».