قبل أسبوع، كان الاتجاه أنّ «المشاريع» لن تُشارك في الانتخابات. ترافق ذلك، مع عدم وجود حماسة لدى فريق 8 آذار لخوضها، وعدم تواصل أو تنسيق مكونات هذا الفريق مع ناجي. الشخصيتان الوحيدتان اللتان أكدتا دعمهما لقرار «الجمعية»، أياً يكن، هما النائبان فيصل كرامي وجهاد الصمد. تتذرّع مصادر «8 آذار» بغياب مقومات المعركة، «ولا سيما بعد تحالف سعد الحريري ونجيب ميقاتي، وغياب المال الانتخابي، وعدم وجود دافع لإعادة تفعيل الماكينات الانتخابية». إلا أنّ مصادر إحدى الماكينات العاملة في معركة جمالي، تزعم أنّ جمعية الأحباش والحلفاء «قادرون إن وحّدوا جهودهم وحشدوا جمهورهم، على تحويل الانتخابات الفرعية إلى معركة جدية». وحتى تحالف الحريري - ميقاتي «لا يعني أنّ المعركة محسومة. فتجربة الانتخابات البلدية لا تزال ماثلة أمامنا. وثانياً، لدينا مشكلة حقيقية مع ديما جمالي. نحن غير قادرين على أن نمون على أقرب الناس لإقناعهم بالاقتراع لها. أضف أنّ ميقاتي لن يستخدم المال الانتخابي». زيارات الأمين العام لـ«المستقبل» أحمد الحريري اليومية لطرابلس، والوعود بتخصيص مشاريع لطرابلس من مؤتمر باريس 4 (سيدر)، وتوصيف المعركة بأنّها «ردّ الاعتبار» لسعد الحريري، «لا تزال جعجعة من دون طحين».
يقول يحيى مولود إنّ معركته سياسية، وليست «معركة مجتمع مدني»
لكنّ مصادر «8 آذار» تتحدّث عن أنّ ترشّح ناجي، أو أي شخصية محسوبة عليها، سيُعطي «ذريعة» لتيار المستقبل لتجييش الناس سياسياً. لذلك، يُعَدّ تيار المستقبل أكثر «المرتاحين» لترشح ناجي، في حال حصوله. فالأخير سيُساعد «المستقبل» على اللعب على وتر «مواجهة حزب الله». وكان أشرف ريفي قد لوّح بذلك حين قال إنّه ينتظر «أن يُغلق باب الترشيحات. وإذا كان هناك من مرشح جدي لـقوى 8 آذار، سأُشمِّر عن ساعديَّ وسأدعو الطرابلسيين للعمل على إلغائه». تردّ مصادر إحدى الماكينات في معركة جمالي بأنّ هذا الأمر «قد يكون سيفاً ذا حدّين. صحيح أنّ المستقبل سيستفيد من وجود ناجي، وريفي سيعمل على شدّ عصب جماعته، لكن من يضمن أن يتحمس الناخب الطرابلسي وترتفع نسبة المشاركة؟». إلا أنّ من سيأكل من صحن «المستقبل»، هم المرشحون المحسوبون على «المجتمع المدني»، أي سامر كبارة ويحيى مولود. تتعامل مصادر سياسية طرابلسية مع ترشّح مولود بجدّية، «يتواصل مع الناس، ويحاول حثّهم على المشاركة في الانتخابات». من جهته، يقول مولود لـ«الأخبار» إنّه يجد صعوبة في «إقناع الناس بأنّ لديهم فرصة للتغيير. ديما جمالي جُرّبت لمدّة سنة، وغيرها جُرّب سابقاً، عوض أن نُضيف واحداً مثل غيره، لمَ لا نذهب إلى خيار جديد؟». يقتنع مولود بأنّ في مقدوره القيام بالكثير، «على الأقل، لا أبصم لرئيس الحكومة على كلّ شيء». أما الأهم، فهو تأكيده أنّ «معركتي سياسية، وليست معركة مجتمع مدني، هذه التسمية التي دائماً ما تؤخذ إلى غير معناها الأساسي. أنا ضدّ السلطة وطريقة إدارة البلد، الذي لا نعرف ما هي هويته، لا على المستوى الاقتصادي ولا السياسي».