نجحت الوساطة القطرية في تحقيق «نهاية» مؤقتة على الأقل للتمرد الحوثي في محافظة صعدة اليمنية، بعد اقتراح قدمته حكومة صنعاء لوقف الاشتباكات العنيفة.وأعلن عبد الملك الحوثي، الذي قاد تمرداً مسلحاً استمر أكثر من خمسة أشهر في محافظة صعدة (شمال اليمن)، أول من أمس، انتهاء حالة التمرد ووقف القتال مع الجيش استجابة لجهود وساطة بذلتها دولة قطر.
وقال الحوثي، في بيان نشره موقع إلكتروني تديره وزارة الدفاع اليمنية، إنه «من أجل حقن الدماء، نعلن وقف العنف والاقتتال والالتزام بالنظام الجمهوري والدستور والقوانين في البلاد». وأضاف أنه وأنصار جماعة «الشباب المؤمن» التي يقودها سيلتزمون بتنفيذ بنود اتفاق تم إبرامه مع السلطات بعد مساعي وساطة قادها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وقالت مصادر حكومية «إن الاتفاق يقضي بمغادرة الحوثي وإخوته مع عائلاتهم والقائد الميداني لعناصر التمرد عبد الله الرزامي للإقامة في المنفى في دولة قطر لفترة غير محدودة وعدم ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي معاد لليمن من قطر أو خارجها».
وكان مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، رفض الكشف عن اسمه، قد قال أمس إنه «تم تعليق العمليات العسكرية السبت الماضي، من دون أي خرق لاتفاق وقف النار حتى اللحظة»، مضيفاً أن «لجنة من مختلف القوى السياسية تتابع تنفيذ الاتفاق».
وستساهم قطر ودول أخرى في تمويل إعادة الإعمار في منطقة صعدة الشمالية، والتي التزمتها الحكومة اليمنية.
وأعلنت الدوحة أن الاتفاقية هي ثمرة وساطة الشيخ حمد خلال محادثاته مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الشهر الماضي. وقال رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، لقناة «الجزيرة»، «لا شك في أنه ستواجهنا بعض العقبات أثناء التنفيذ، لكنه سيشتمل بحرص قطري، ومشاركة في كل خطوات التنفيذ. وقد شجعنا حرص الرئيس اليمني الشديد على إنهاء الأزمة».
وقال مسؤول حكومي يمني إن مسؤولين تعهدوا أيضاً السماح للزعماء المتمردين بإنشاء حزب سياسي خاص بهم بمجرد عودة السلام.
وتجدر الاشارة الى أن الاشتباكات بين أنصار حسين بدر الدين الحوثي وقوات الأمن اليمنية، بدأت في تموز عام 2004، عندما حاولت الحكومة اعتقاله بتهمة التمرد وادعاء الإمامة والاعتراض على شرعية صالح، ونظام الحكم الجمهوري، إضافة الى إنشاء مراكز دينية من دون ترخيص، وتأليف جماعة مسلحة شنّت احتجاجات عنيفة على الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأوقعت المواجهات بين الجيش اليمني وأنصار الحوثي أكثر من 400 قتيل بين شهري تموز وأيلول في عام 2004، بينما اعتقل نحو 3 آلاف من «المتمردين» منذ ذلك الوقت، بينهم شقيقه عبد الكريم، ولقي حسين الحوثي نفسه مصرعه في أيلول 2004.
وبعد فترة من الهدوء تحققت في أعقاب مقتل حسين الحوثي، تجددت الاشتباكات في آذار ونيسان 2005، بعدما تولّى المرجع بدر الدين الحوثي بنفسه قيادة حركة «الشباب المؤمن»، وهو ما تسبب في مقتل نحو 300 شخص، بالإضافة إلى مئات الجرحى.
ومنذ ذلك الحين، تندلع اشتباكات متقطعة بين أتباع الحوثي وقوات الأمن، وقع أعنفها في شباط الماضي.
(أ ف ب، د ب أ، يو بي آي، رويترز)