في مؤلّفاته، وضع سيد محمود القمني (1947-2022) لنفسه خطّين متوازيَين يتحرّك فيهما: الأول يتعلّق بالإسلام والإسلاميات واستخدم فيه المنهج المادي التاريخي، مقدّماً ما يطلق عليه بنفسه «قراءة سوسيو ــ تاريخية للسيرة النبوية». وضمّن هذه القراءة في كتبه «حروب دولة الرسول»، و«الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية» و«النسخ في الوحي» وغيرها من المؤلفات.أما الخط الآخر، فيتعلّق بالعصور السابقة للإسلام، بل للأديان التوحيدية. هنا تناول أساطير الرافدين القديمة كبداية، إذ اعتقد أنها المصدر الأساسي الذي أخذت عنه التوارة، فنسخت الأساطير البابلية والسومرية من دون تغيير. قال القمني بأن القرآن أخذ الأساطير نفسها عن التوراة، وفي هذا السياق وضع كتاب «الأسطورة والتراث» الذي كان المنطلق، ثم «قصة الخلق: منابع سفر التكوين» و«مدخل إلى فهم دور الميثولوجيا التوراتية»، و«النبي إبراهيم والتاريخ المجهول»، و«إسرائيليات التوراة: التاريخ التضليل».
كتب القمني أيضاً في قضايا معاصرة منها ما هو سياسي ومنها ما هو اجتماعي، من أبرزها «أهل الدين والديموقراطية»، و«شكراً بن لادن»، و«خريطة الطريق نحو الإصلاح»، و«الفاشيون والوطن»، و«صحوتنا لا بارك الله فيها»، و«الحجاب وقمة الـ 17». درس القمني الفلسفة في جامعة عين شمس التي تخرج منها عام 1969، وبعد عمله معلماً لفترة، عاود الدراسة في «جامعة القديس يوسف» في بيروت، ثم بدأ في كتابة أطروحته، التي حاز عنها الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا، وكانت رسالة تحت إشراف أستاذ الفلسفة المصري فؤاد زكريا الذي كان يعمل في جامعة الكويت آنذاك. وتذكر بعض المصادر أنها كانت دراسة عن بُعد وكان ذلك سبباً استعمله خصومه للتشكيك في صحتها.